يكافح رجال الإطفاء في اليونان، اليوم الإثنين، حريقًا هائلًا يهدد حديقة داديا الوطنية شمالي البلاد، المعروفة بمستعمرتها للنسور السوداء، مع اجتياح الموجة الحارة للمنطقة.
وتتواصل الجهود الرسمية لليوم الخامس على التوالي بمساعدة متطوعين في داديا للسيطرة على ألسنة النار، في وقت تضرب فيه اليونان موجة حرّ يُتوقّع أن تستمرّ عشرة أيام وأن تبلغ درجات الحرارة فيها 42 مئوية في بعض المناطق.
وأسفرت عن موجة الحر هذه، 3 حرائق رئيسة إضافية منذ السبت أبرزها في غابات جزيرة ليسبوس وبيلوبونيز في غرب البلاد إضافة إلى شمالها.
واليوم نشر 320 إطفائيًا وقاذفتين مائيتين وأربع مروحيات في داديا، فيما أخليت بعض القرى في المنطقة، ودمّرت النيران حوالي 500 هكتار من الغابات.
داديا.. الموطن الوحيد لتكاثر النسور السوداء
أما داديا، فهي واحدة من أهم المحميات بأوروبا، إذ توفر موطنًا مثاليًا لطيور نادرة حيث تستضيف ثلاثة من أربعة أنواع من النسور في القارة، النسر الأسود والنسر الأسمر (غريفون) والنسر المصري، و36 من 38 نوعًا من الطيور الجارحة كما تعد الموطن الوحيد لتكاثر النسور السوداء في البلقان.
كذلك، تتميز المحمية الطبيعية بتنوع موائلها، إذ تضم 104 أنواع من الفراشات و13 نوعًا من البرمائيات و29 نوعًا من الزواحف وحوالي 65 نوعًا من الثدييات، 24 منها خفافيش بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وحول هذه الكارثة البيئية، قال وزير أزمة المناخ والحماية المدنية خريستوس ستيليانيديس، اليوم الإثنين بعد زيارة للمنطقة المتضررة في عطلة نهاية الأسبوع: "إنها معركة شاقة، معركة لضمان بقاء هذا النظام البيئي الاستثنائي".
وكانت وكالة الحماية المدنية في اليونان، قد حذّرت اليوم أيضًا من "خطر كبير" بنشوب حرائق غابات جديدة نظرًا إلى موجة الحر والرياح العاتية.
الحرائق تطوق العالم
واندلعت حرائق في شمال البلاد وغربها وجنوبها، بما في ذلك في جزيرة ليسبوس السياحية حيث طلب من حوالي 200 شخص مغادرة قرية فريسا الأحد بسبب النيران.
يذكر أن اليونان ليست لوحدها، إذ يواجه العالم موجات حرائق وفيضانات وموجات حر غير مسبوقة، تندرج جميعها ضمن ملف التغير المناخي، حيث لا تزال تعمل فرق الإنقاذ في عدد من الدول الأوروبية منذ الأسبوع الفائت على إخماد حرائق هائلة شملت عدة مناطق.
ويعتبر ارتفاع درجات الحرارة نتيجة مباشرة لأزمة المناخ وفق العلماء، مع زيادة شدة انبعاثات غازات الدفيئة ومدتها وتواترها.
