أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن على حركة طالبان أن تقرر إن كانت تريد أن يعترف المجتمع الدولي بها، مضيفًا في مقابلة مع شبكة (إيه.بي.سي) بثت اليوم الخميس أنه لا يعتقد أن الحركة غيرت معتقداتها الأساسية.
وعندما سئل إن كان يعتقد أن طالبان تغيرت، قال بايدن للشبكة "لا".
وأضاف الرئيس الأميركي: "أعتقد أنهم يمرون بنوع من الأزمة الوجودية، فهل يريدون أن يعترف بهم المجتمع الدولي على أنهم حكومة شرعية؟ لست متأكدًا من أنهم يريدون ذلك"، معتبرًا أن الحركة تبدو أكثر التزامًا بمعتقداتها.
لكنه أضاف أن طالبان عليها كذلك أن تبذل جهدًا لمعرفة إن كان بوسعها توفير الدعم للأفغان.
وقال الرئيس الأميركي في المقابلة التي سُجلت أمس الأربعاء: "إنهم يهتمون أيضًا بما إذا كان لديهم طعام يأكلونه وما إذا كان لديهم دخل... يمكنه إدارة الاقتصاد وهم يهتمون بما إذا كان بإمكانهم الحفاظ على تماسك المجتمع الذي يقولون إنهم يهتمون به كثيرًا... لا أعول على أي من ذلك".
وتابع قائلًا: إن "ضمان حقوق المرأة سيتطلب ضغوطًا اقتصادية ودبلوماسية وليس القوة العسكرية".
مقاتلات أميركية في أجواء كابل
هذا وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم الخميس أن طائرات مقاتلة أميركية مسلحة تحلق فوق كابل لضمان الأمن اللازم لعمليات الإجلاء هناك.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، في إفادة صحفية إن المقاتلات لم تحلق على ارتفاعات "منخفضة" فوق المدينة لكنها تشارك في "المراقبة".
وأوضح الميجر جنرال وليام تيلور، من هيئة الأركان المشتركة، أن بوابات عديدة في مطار كابل الدولي مفتوحة حاليًا وتم حتى الآن إجلاء زهاء سبعة آلاف شخص.
وقال إن الجيش له حاليًا قوات يزيد قوامها على 5200 فرد في مطار كابل لحماية عملية الإجلاء.
بريطانيا تواصل عمليات الإجلاء
وفي أثناء ذلك، تواصل بريطانيا الخميس عمليات إجلاء رعاياها وعدد من الأفغان من كابل حيث تسيطر طالبان على محيط مطارها الدولي، عبر دبي التي تحط فيها الطائرات في طريق عودتها.
وأقلعت طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي على متنها أشخاص تم إجلاؤهم من أفغانستان من مطار آل مكتوم بجنوب دبي، بينما من المقرر أن تصل طائرة أخرى من كابل في وقت قصير.
كما يتواصل إجلاء آلاف الدبلوماسيين والأجانب والأفغان، في ظروف صعبة في كابل منذ سقوطها في قبضة طالبان الأحد.
ومنذ الأحد أقيم جسر جوي تشارك فيه طائرات من العالم أجمع لإجلاء الأجانب والأفغان، إلى مطار كابل الذي اجتاحته حشود تريد الفرار من البلاد.
وكانت الحكومة البريطانية أعلنت الأربعاء أنها أجلت 306 بريطانيين و2052 أفغانيًا. وقد أعلنت مساء الثلاثاء إجراءات جديدة تهدف إلى استقبال عشرين ألف لاجئ أفغاني على "المدى الطويل" بينهم خمسة آلاف في السنة الأولى.
قتلى في احتجاجات مناهضة لطالبان
ميدانيًا، خرج محتجون يحملون العلم الوطني إلى الشوارع في عدة مدن أفغانية اليوم الخميس، وقال شاهد: إن "عدة أشخاص لقوا حتفهم عندما أطلق المقاتلون النار على الحشود".
وأظهر مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي حشدًا يضم رجالًا ونساء يهتفون "علمنا هويتنا"، وهم يلوحون بالعلم الوطني في يوم عيد الاستقلال الذي تحيي فيه أفغانستان كل عام في 19 أغسطس/آب ذكرى استقلالها عن بريطانيا في 1919.
At least two killed in Asadabad after Talibani opened fire at a crowd celebrating independence day following a stabbing attempt, witnesses tell @AJEnglish. #Afghanishtan pic.twitter.com/a99ohIOMLZ
— Imran Solanki (@imransolanki313) August 19, 2021
وقدمت طالبان وجهًا معتدلًا إلى العالم منذ دخولها كابل يوم الأحد، وقالت إنها تريد السلم ولن تنتقم من أعدائها القدامى وستحترم حقوق المرأة في إطار الشريعة.
وفي مدينة أسد أباد عاصمة إقليم كونار في شرق البلاد، قال شاهد يدعى محمد سالم: إن "عدة أشخاص قتلوا خلال مسيرة، لكن لم يتضح إن كان ذلك جراء إطلاق طالبان النار عليهم أم بسبب التدافع الذي أعقب ذلك".
وأضاف سالم: "خرج المئات إلى الشارع. كنت خائفًا في البداية ولم أرغب في الخروج، لكن عندما شاهدت أحد جيراني ينضم (إلى المسيرة) خرجت ومعي العلم الذي كان بالمنزل".
وتابع: "قُتل وأصيب عدة أشخاص في التدافع وإطلاق النار من جانب طالبان".
كما خرج محتجون إلى الشوارع في مدينة جلال أباد وأحد أحياء إقليم باكتيا في شرق البلاد.
وذكر شهود ووسائل إعلام أمس الأربعاء أن مقاتلي طالبان أطلقوا النار على محتجين يلوحون بالأعلام في جلال أباد مما أسفر عن مقتل ثلاثة.
وقالت وسائل إعلام: إنه كانت هناك "مشاهد مماثلة في أسد أباد وخوست الواقعة في شرق البلاد أيضًا أمس الأربعاء".
Taliban soldiers did fire to disperse the crowds in Asadabad city. There are many injuries. #Afganisthan #Talibans pic.twitter.com/fv38TOck1M
— PURUSHOTTAM SINGH (@singhpuru2202) August 19, 2021
بدوره، عبر أمر الله صالح النائب الأول للرئيس الأفغاني، الذي يحاول حشد معارضة ضد طالبان، عن دعمه للاحتجاجات.
وكتب على تويتر: "تحياتي إلى من يرفعون العلم وبهذا يدافعون عن كرامة الأمة".
وصرح يوم الثلاثاء بأنه موجود في أفغانستان وأنه "الرئيس الشرعي القائم بالأعمال" بعد مغادرة الرئيس أشرف غني البلاد في أعقاب استيلاء طالبان على العاصمة كابول.
ويجري زعماء أفغان سابقون، منهم الرئيس السابق حامد كرزاي، محادثات مع طالبان بشأن تشكيل حكومة جديدة.
وفي غضون عشرة أيّام، تمكّنت طالبان من السيطرة على جميع المناطق الأفغانيّة تقريبا بعد هجوم واسع النطاق بدأته في مايو/أيار مع بدء الانسحاب الكامل للقوّات الأجنبيّة وخصوصًا الأميركية من البلاد.
وأتى ذلك بعد عشرين عامًا على غزو تحالف بقيادة الولايات المتحدة أفغانستان وطردها من السلطة، بسبب رفضها تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أعقاب اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001.