بعد الضجة التي أحدثتها زيارتها إلى تايوان، ستزور رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي التي وصلت إلى سول في وقت متأخر أمس الأربعاء، المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين، وفق ما كشف مسؤول كوري جنوبي اليوم الخميس لـ "فرانس برس".
وستكون بيلوسي أعلى مسؤول أميركي يزور قرية بانمونجوم التي وُقعت فيها الهدنة، منذ اللقاء الذي عقد فيها بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عام 2019.
وكوريا الجنوبية هي رابع محطة في جولة بيلوسي الآسيوية بعد سنغافورة وماليزيا وتايوان. ومن المقرر أن تتوجه الخميس إلى اليابان؛ المحطة الأخيرة في جولتها الآسيوية.
وفي لقاء مع رئيس الجمعية الوطنية في سول كيم جين بيو، ناقشت بيلوسي مسألة برامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية. وبعد الاجتماع، تلا كيم جين بيو بيانًا مشتركًا يعبران فيه عن "قلقهما بشأن الوضع الخطر الذي يتزايد فيه مستوى التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية"، وطالبا بـ "ردع قوي وواسع ضد كوريا الشمالية".
وكانت كوريا الشمالية قد أجرت عددًا قياسيًا من تجارب الأسلحة حتى الآن هذا العام، بما في ذلك إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات بمدى كامل للمرة الأولى منذ 2017، عُرف بـ "الصاروخ الوحش"، حيث قالت بيونغيانغ حينها: إن اختبار الصاورخ "جاء نتيجة التوتر العسكري في المنطقة وللاستعداد لمواجهة طويلة المدى مع أميركا".
وبلغ الصاروخ ارتفاعًا وصل إلى نحو 6200 كيلومتر، وفق وكالة الأنباء الكورية الشمالية وحلق مسافة 1090 كيلومترًا لمدة 68 دقيقة.
وقال مسؤولون: إن بيلوسي تنوي التحدث عبر الهاتف، مع الرئيس يون سوك يول الذي يقضي عطلة هذا الأسبوع. وانتقدت وسائل إعلام محلية ما اعتبرته استخفافًا من جانب يون ببيلوسي، مشيرة إلى تقاعسه عن مقابلتها شخصيًا وقرار إدارته عدم إرسال وفد لاستقبالها في المطار. ونشر بعضها صورًا للرئيس وهو يحضر مسرحية في وسط سول ليلة وصول بيلوسي.
وفي مؤتمر صحافي قصير في سول، لم ترد خلاله على أي أسئلة، أشادت بيلوسي بالعلاقة "المميزة" بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، لكنها لم تذكر زيارتها إلى تايبيه.
وكانت بيلوسي قد أثارت غضب بكين متحدية التحذيرات الصينية المتكررة من زيارتها لتايوان التي تعتبرها الصين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها. وقد ردت الصين على ذلك بفرض عقوبات تجارية على الجزيرة والقيام بمناورات عسكرية كبرى حولها اليوم الخميس.
كذلك، تعد الصين الحليف الرئيسي والشريك التجاري لكوريا الشمالية. وكررت بيونغ يانغ الأربعاء، انتقادات بكين لزيارة بيلوسي لتايوان معتبرة أنها "تدخل وقح" في الشؤون الداخلية للصين، وألقت باللوم على واشنطن في إثارة الخلافات الإقليمية.
"لن نتهاون"
في السياق نفسه، حذرت بيونغيانغ من أنها "لن تتهاون مطلقًا مع انتقادات الولايات المتحدة لبرنامجها النووي، ووصفت واشنطن بأنها "محور انتشار الأسلحة النووية"، مشيرة إلى أنها لن تسمح بأي انتهاك لحقوقها السيادية.
وأضاف البيان أن كوريا الشمالية انسحبت من معاهدة حظر الانتشار النووي منذ فترة طويلة، لذلك لا يحق لأحد التعدي على حق البلاد في الدفاع عن النفس.
وأصدرت البعثة الدائمة لكوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة بيانًا الليلة الماضية، فيما يجتمع دبلوماسيون في نيويورك في مؤتمر للأمم المتحدة لمدة شهر لمراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وخلال الاجتماع، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: إن كوريا الشمالية "تواصل توسيع برنامجها النووي غير المشروع" و "تستعد لإجراء تجربتها النووية السابعة".
والأسبوع الماضي، أبدى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، استعداد بلاده لمواجهة أي صدام عسكري مع واشنطن.