حُملت آلاء قدوم على الأكف اليوم الجمعة نحو مثواها الأخير. صغيرة هي في الكفن، هادئة كما في الصور، أسكتتها صواريخ الاحتلال التي أُسقطت على غزة إلى الأبد.
شُيّعت ابنة الخمسة أعوام قبل حلول الظلام في القطاع المحاصر، يسبقها إلى تلحّف تراب الوطن شهداء آخرون سقطوا اليوم أيضًا في العدوان.
ومن حولها فلسطينيون غاضبون، خبروا جرائم إسرائيل التي لم تقف يومًا عند حدود براءة الطفولة، فتمادت في وحشيتها.
يسأل أحدهم كيف يُمكن أن تشكل هذه الصغيرة هدفًا للصواريخ الإسرائيلية؟ أي إنسانية توافق على هذه الانتهاكات؟. لا عقل يصدق، لكن الاحتلال اعتاد تجاوز كل خط أحمر.
بأي ذنب قُتلت آلاء قدوم؟
تُعد آلاء قدوم أصغر شهداء الغارات التي شنتها إسرائيل اليوم على غزة، وعددهم عشرة شهداء.
رمت طائرات الاحتلال صواريخها الحارقة على الأبرياء، فاستشهدت آلاء التي كانت تلهو أمام منزلها في غزة، لتُنقل على الأثر إلى برد ثلاجات الموتى، قبل أن يحتضنها تراب فلسطين.
وداع الشهيدة الطفلة آلاء قدوم التي استشهدت في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة#غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/ak2w6cEnAc
— مؤمن الحلبي #غزة 𓂆 🇵🇸 (@momen1_0) August 5, 2022
تسأل وردة على تويتر، وقد هالتها الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وسقوط الشهيدة الطفلة، "بأي ذنب قُتلت آلاء قدوم؟"
وتكتب سناء بأسلوب ساخر على الموقع نفسه، إن الصغيرة "كانت تشكل على ما يبدو خطرًا على الاحتلال، فكانت له هدفًا وقتلها".
السؤال حول ذنب آلاء يؤرق جدها رياض قدوم، الذي يقول وفق ما تنقله عنه وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" إن الصغيرة "كانت تحضّر للروضة، وطلبت من عائلتها حقيبة وملابس جديدة".
وبحسب وكالة "وفا"، يرتفع عدد الشهداء الأطفال في فلسطين منذ عام 2000، باستشهاد الطفلة آلاء قدوم، إلى 2230 شهيدًا.
ارتقى من بين هؤلاء 315 طفلًا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2009، و546 طفلًا ارتقوا خلال عدوان عام 2014.