رغم أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، خلّف 15 طفلًا شهيدًا من أصل 46 آخرين، وفق الحكومة الفلسطينية، إلا أن هناك عشرات اليتامى والجرحى، وعشرات الآلاف ممن يراكمون الرعب في كل عملية عسكرية على القطاع المحاصر منذ 15 عامًا.
وعلى مدى ثلاثة أيام شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانًَا جديدًا على قطاع غزة، قبل أن يتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث خلّف القصف 46 شهيدًا.
وقال الطبيب النفسي ببرنامج غزة للصحة النفسية، سامي عويضة، إن المشهد يتكرر كل عام عقب العدوان الإسرائيلي، وخاصة أن القطاع فيه أكثر من 53% من تعداد السكان البالغ مليوني ونيف نسمة دون سن الـ18 أي أطفال ومراهقين، وبالتالي هم الشريحة الأكثر تلقٍ للمآسي.
وأضاف في حديث لـ "العربي" من غزة، أن الصدمات النفسية التي يخلفها العدوان الإسرائيلي، وخاصة أن هذا العدوان الجديد جاء في مرحلة لم يرمم بها القطاع آثار العدوان السابق.
التأثيرات النفسية
وأشار عويضة، إلى أن التأثيرات النفسية تستمر فيما بعد وتأخذ منحى آخر إن لم يتم التدخل ومعالجتها، وخاصة وسط تعرض أقربائهم للضرر.
ولفت الطبيب، إلى أن ذلك يترتب عليه الشعور بالخوف والرعب وعدم الأمان، وكذلك عندما يبدأ العام الدراسي نجد تراجعا في المستوى الدراسي وخاصة أن الطفل يمر بالخوف من الموت أو الفقد أو الرعب.
وألمح الطبيب، إلى أن الأطفال ينشؤون في ظروف غير صحية، إذ إن الأطفال يكبرون وسط ظروف غير مناسبة، حيث لا توجد أمكنة في غزة للاختباء، مما يعني أن هناك إحباطًا للأطفال في المستقبل وخاصة مع استمرار العدوان المتكرر مع حالة الإنهاك الاقتصادي مما يسبب حالات من الاضطراب النفسي.
وختم عويضة بالقول: "دائمًا حجم الكارثة يفوق برامج التدخل في المؤسسات النفسية سواء الحكومية أو غيرها، ولا سيما وسط الحالات الكبيرة من الفقدان، ولكن هناك دعم يتمثل بإقامة جلسات علاجية وجلسات لأهالي الأطفال".