في تسجيل صوتي متداول على وسائل التواصل الاجتماعي، يُسمَع الناشط الفلسطيني إبراهيم النابلسي، وهو يعلنها صراحة: "أنا استشهدت يا شباب".
هكذا، يعلن النابلسي نهاية قصّة "مطاردة" طويلة مع الاحتلال، الذي اقتحم مدينة نابلس صباح اليوم، بذريعة "توقيفه"، فإذا به يعلن "اغتياله" بعد ذلك بوقت قصير.
في التسجيل نفسه، يقول النابلسي إنّه "يحب والدته كثيرًا"، لكنّه يوصي "الشباب" بسلوك الدرب نفسه الذي اختاره، و"عدم ترك البندقية"، مضيفًا باللهجة الفلسطينية المحبّبة "وحياة عرضكم".
واستشهد النابلسي بالإضافة إلى اثنين آخرين في أعقاب اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس صباح اليوم، حيث دارت اشتباكات مسلحة في البلدة القديمة، أسفرت عن عشرات الإصابات في صفوف الفلسطينيين.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 3 فلسطينيين، هم: إبراهيم النابلسي، وإسلام صبوح، وحسين جمال طه، إضافة إلى 40 إصابة بينها 4 حرجة، عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس.
"حافظوا على الوطن من بعدي"
وقال النابلسي، في تسجيل صوتي اليوم الثلاثاء موجهًا حديثه إلى الشباب: "حافظوا على الوطن من بعدي".
أشار النابلسي إلى أنه "استشهد" وفق ما يرد في التسجيل، داعيًا إياهم إلى عدم ترك السلاح لمواجهة قوات الاحتلال.
وأضاف في التسجيل الذي نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صباح اليوم الثلاثاء "أنا أحب أمي كثيرًا".
المطارد إبراهيم النابلسي أثناء محاصرته من قبل الاحتلال الإسرائيلي في نابلس الآن يُرسل تسجيلاً صوتياً لشباب فلسطين " حافظوا على الوطن يا شباب , لا تتركوا السلاح , أنا محاصر الآن ولكنني لن اترك السلاح سأقاتل حتى ارتقي شهيداً" .. pic.twitter.com/6oYrLsbNyX
— أدهم أبو سلمية #غزة_العزة 🇵🇸 (@adham922) August 9, 2022
وجاء تسجيل النابلسي بعد محاصرته من قبل جيش الاحتلال منذ ساعات الصباح الأولى، حيثُ أصيب عشرات الفلسطينيين، بعد اجتياح مدينة نابلس.
من هو إبراهيم النابلسي؟
والنابلسي هو قائد كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة "فتح" في نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، نشط في المقاومة الشعبية، وأدرج جيش الاحتلال الإسرائيلي اسمه على لائحة المطلوبين.
ويعد أحد أبرز المطلوبين للاحتلال الإسرائيلي الذي نفّذت قواته عدة محاولات لاغتياله وفشلت في ذلك، فيما استشهد عدد من رفاقه.
وتطارد قوات الاحتلال النابلسي منذ أشهر، وتتهمه بالوقوف خلف عمليات إطلاق نار منها تجاه منطقة قبر يوسف منذ أسابيع ما أدى لإصابة ضابط إسرائيلي ومستوطنين.
وتمكن النابلسي من الفرار من محاولة قوات الاحتلال اعتقاله، الشهر الماضي، واستشهد حينها فلسطينيان، وخلال تشييع جثمانيهما بعد عدة ساعات، ظهر النابلسي في الجنازة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قتل فلسطينيَين اثنين في 17 يوليو/ تموز الماضي في عملية داخل البلدة القديمة في نابلس، هدفت إلى اعتقال "مطلوبين"، وهما عبد الرحمن صبح (29 عامًا)، ومحمد العزيزي (22 عامًا)".
وفي يونيو/ حزيران الماضي، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ثلاثة شبان فلسطينيين في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وهم: "الشهيد القسامي القائد الميداني براء لحلوح، والشهيد المجاهد يوسف ناصر صلاح، والشهيد المجاهد ليث أبو سرور".
ويأتي استشهاد النابلسي في اليوم الثاني من التهدئة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي، والتي جاءت عقب 3 أيام من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.