تتواصل في قصر رياس البحر بالعاصمة الجزائرية فعاليات الدورة الخامسة من المهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي الجزائري.
وتخللت الدورة التي حملت عنوان "أزياء صامدة لأجيال خالدة"، ندوات وورش عمل عن اللباس التقليدي ودوره عبر التاريخ في مكافحة المستعمر، بدءًا من المقاومة الشعبية ووصولًا للاستقلال.
ويروي الزي التقليدي عبر أجنحة قصر رياس البحر تاريخًا شامخًا يضرب في القدم، ولا تزال بعض فصوله محل بحث إلى يومنا الحالي، من الملحفة إلى الحايك وصولًا إلى البرنوص وليس انتهاء بالملاية.
وتقول مديرة قصر رياس البحر فايزة رياش لـ"العربي": إن ما يميز هذه الدورة هو الاعتناء بالصبغة الأكاديمية والعلمية بمعرض تاريخي سيستمر إلى غاية شهر ديسمبر/ كانون الأول.
تنوع كبير في الزي الجزائري
من جهتها، تشرح الأستاذة بالمركز الوطني لعلم الآثار والعضو في إدارة المهرجان ليسية سايح، أن "في هذا المهرجان مجموعة من الألبسة التقليدية الجزائرية من ملحفة وبرنوص وحايك وقشابية".
وتضيف في حديث لـ"العربي": "إن هذه المجموعة من الألبسة التقليدية تتواجد في الجزائر ونجدها في كل التراب الوطني. والشيء الذي يميزها في كل منطقة هو الألوان والطرز والرموز المعينة".
وتشير الأستاذة في معهد الآثار بالجامعة الجزائرية الثانية عائشة حنفي لـ"العربي"، إلى "أننا أردنا هذا الجانب التاريخي حتى نصنف اللباس الجزائري، لأنه للأسف الشديد هناك من يقول هذا لي وهذا لك، فأردنا من خلال هذا المهرجان أن نضع جانبًا تاريخيًا وأكاديميًا، حتى نؤكد أن هذه الألبسة جزائرية منذ الزمن الغابر".
وقد تختلف البحوث العلمية حول أصل كل لباس تقليدي وصل الجزائر في فترات تاريخية مختلفة أبرزها الرومانية والعثمانية. لكن ورغم محاولات طمس الهوية الجزائرية من قبل الاستعمار الفرنسي طيلة قرن وثلاثين سنة، إلا أنها بقيت صامدة تروي بطولاتها.