لا تزال المواقف تتوالى من الهجوم الدامي الذي هز العاصمة كابل أمس الخميس في وقت ارتفع عدد القتلى إلى 145 على الأقل بحسب ما أفادت مصادر طبية "العربي" فيما لا يزال العشرات يُعالجون في المستشفيات.
واليوم الجمعة، ندد مجلس الأمن الدولي بالهجوم الدامي، واصفًا إياه بأنه "مقيت للغاية" لتعمده استهداف مدنيين وأفراد يساعدون في عمليات الإجلاء.
من جهته، أشار الكرملين إلى أن الخطر لا يزال كبيرًا على الجميع في أفغانستان بعد الهجوم الذي وقع عند إحدى بوابات مطار كابل، لافتًا إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات متشددة أخرى تحاول الاستفادة من الفوضى في البلاد.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف إن أجهزة المخابرات الروسية تعمل على مدار الساعة لمنع امتداد التداعيات في المناطق المجاورة.
وكان تنظيم "الدولة الإسلامية تبنى التفجير الدامي أمس كاشفًا أن انتحاريًا نفذه.
وضع كارثي
في غضون ذلك، وجه مسؤولو الأمم المتحدة نداءات لتوفير 800 مليون دولار لسد فجوة مزمنة في التمويل الخاص بأفغانستان اليوم الجمعة، ووصفت مسؤولة كبيرة الوضع بأنه "كارثي" في ظل توقعات بأن يعاني ثلث السكان على الأقل من الجوع.
وقالت وفاء سعيد عبد اللطيف من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في إفادة عبر الإنترنت إن "(الوضع الخاص) بالاحتياجات الإنسانية كارثي والاحتياجات كبيرة وآخذة في التزايد.. ونجمت هذه الاحتياجات الإنسانية عن الصراع على مدى عقود وتتفاقم بفعل الجفاف وكوفيد-19".
ووجهت الأمم المتحدة نداء لتوفير 1.3 مليار دولار للوصول إلى 16 مليون شخص في أفغانستان هذا العام، لكن ما زالت هناك فجوة قدرها 800 مليون دولار.
من جهتها، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن ما يصل إلى نصف مليون أفغاني يمكن أن يفروا بسبب الأزمة في بلادهم، وناشدت جيران أفغانستان لإبقاء الحدود مفتوحة أمام طالبي السلامة.
وقالت كيلي كليمنتس نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إيجاز صحافي في جنيف: "في ما يتعلق بالأعداد نتخذ استعداداتنا لنحو 500 ألف لاجئ جديد في المنطقة. هذا سيناريو الحالة الأسوأ".
وأضافت: "رغم أننا لم نشهد تدفقات كبيرة من الأفغان في المرحلة الحالية فإن الوضع داخل أفغانستان تطور بأسرع مما توقع أحد".
أول لقاء بين طالبان ووفد فرنسي في الدوحة
دبلوماسيًا، أعلن المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين على تويتر أن وفدًا فرنسيًا التقى الخميس في الدوحة ممثلين عن الحركة للمرة الأولى منذ إحكام سيطرتها على أفغانستان قبل نحو أسبوعين.
وقال المتحدث إن المبعوث الفرنسي فرنسوا ريشييه والوفد المرافق له "بحثوا بالتفصيل" الوضع في مطار كابل مع وفد بقيادة نائب مدير المكتب السياسي لطالبان شير عباس ستانيكزاي.
وكانت فرنسا أعلنت إنهاء عمليات الإجلاء التي تنفذها مساء الجمعة، عملًا بالمهلة التي "فرضها" الأميركيون، على ما أفاد رئيس الوزراء جان كاستيكس الخميس.
غير أن وزير الدولة للشؤون الأوروبية كليمان بون قال الجمعة إن باريس قد تواصل عمليات الإجلاء "بعد مساء الجمعة".
