تسعى وزارة السياحة الأردنية إلى إدراج موقع مدينة "أم الجمال" الأثرية على لائحة التراث العالمي "اليونيسكو"، وذلك لما تتمتع به المدينة من تاريخ يعود إلى عصر الأنباط ويمتد للعصر العباسي.
ويضم الموقع معالم دينية ومساجد وكنائس ومبانيَ فريدة لأكثر من 150 تجمعًا سكنيًا تمتد على مساحة 5 كيلومترات وكلها شاهدة على تاريخ أقدم استيطان بشري.
طريق بلاد الشام
وقد عزز هذا المكان مرور طريق تراجان الواصل بين مدن بلاد الشام ويسعى الأردن لإدراجه على لائحة التراث العالمي لدى "اليونيسكو".
ووصل الباحث في الآثار طراد جمعان إلى مدينة "أم الجمال" الأثرية، مدينة الحجار البازلتية في عمق صحراء البادية الشمالية، وذلك لشغفه بعلم الآثار والبحث عن أصول التاريخ.
وقال جمعان في حديث إلى "العربي": "لفت نظري النقش الذي يتميز به هذا المكان وهو نقش جذيمة ونقش ما قبل الإسلام ورغبت أن أراه بأم عيني".
حضارات متعاقبة
وقال مدير آثار المفرق، عماد عبيدات: إن "أم الجمال" تضم العديد من العناصر المعمارية التي تؤهلها لتدرج على لائحة التراث العالمي.
ويجذب الأنظار تعاقب الحضارات علي الموقع على مدى قرون. وتظهر آثار زلزال مدمر عام 749 للميلاد تهدم الأبنية. وقد أعيد ترميم جزء منها في محاولة ليكون هذا الموقع سابع المواقع الأثرية الأردنية المدرجة على التراث العالمي.
وقد منح مرور قوافل الإبل في هذه المدينة التي كانت ملتقى لطريق ربطت الأردن وفلسطين بالعراق وسوريا، اسم "أم الجمال".
تفاعل الإنسان مع البيئة
من جهته، يوضح مدير دائرة الآثار العامة في الأردن فادي بلعاوي أن "أم الجمال" هي موقع أثري شاهد على كيفية تطويع الإنسان للبيئة الصحراوية وجعلها مكانًا للحياة.
ويقول في حديث إلى "العربي" من عمان: "إن أكثر ما يميّز أم الجمال آلية تفاعل الإنسان مع البيئة".
ويشرح بلعاوي أن إدراج المواقع الأثرية على قائمة "اليونيسكو" عملية طويلة جدًا وقد عملت دائرة الآثار على تهيئة المدينة لتكون جاهزة لوضعها على قائمة التراث العالمي.
ويلفت بلعاوي إلى أنه رغم هدم جزء كبير منها لكن المدينة مبنية من الحجر البازلتي وقد حافظت على العناصر المعمارية، مشيرًا إلى أن عملية إعادة البناء تستغرق وقتًا طويلًا وتحتاج لإمكانيات كبيرة. ويخلص إلى أن أبرز التحديات تتمثل في إعادة تألق "أم الجمال" وتفعيل التنمية الاجتماعية في المنطقة.