الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

استغلال معاناة فقراء لبنان.. خُوّات تثقل كاهل أصحاب الأكشاك في طرابلس

استغلال معاناة فقراء لبنان.. خُوّات تثقل كاهل أصحاب الأكشاك في طرابلس

شارك القصة

"العربي" يفتح قضية فرض الأتاوات على أصحاب الأكشاك الشعبية في مدينة طرابلس اللبنانية (الصورة: غيتي)
يبحث سكان طرابلس اللبنانية عن عمل يغنيهم عن الجوع، لكنهم يصطدمون باستغلال البعض لحاجتهم إلى كسب دخل من أجل تحقيق مكاسب مادية عبرهم.

يعاني أصحاب البسطات الشعبية في مدينة طرابلس شمال لبنان من الأتاوات أو الخُوّات، التي تفرض عليهم وهو ما يزيد من معاناتهم في تأمين لقمة العيش بظل ارتفاع معدلات البطالة.

وتعرف هذه العربات باسم بسطات الفقراء في طرابلس، حيث تحولت إلى ملاذ من فقدوا عملهم بسبب الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تعاني منها البلاد.

في هذا الخصوص يقول محمد طالب بائع كعك على إحدى العربات: "يجب أن نعمل لا يمكننا أن نجلس مكتفي الأيدي".

استغلال فقر السكان

ويبحث الجميع في طرابلس، عن عمل يغنيهم عن الجوع لكنهم غالبًا لا يجدونه، وبالتالي باتت البسطات الحل الوحيد بالنسبة لهم، رغم استغلال البعض حاجة السكان إلى العمل لتحقيق مكاسب مادية عبرهم.

فرئيس تحرير صحيفة "سفير الشمال" الإلكترونية  غسان ريفي يشرح لـ"العربي"، أن هناك من يسيطر على بعض المناطق ويفرض خُوَّات على أصحاب البسطات أو يأخذ إيجارًا من هذه العربات.

ويضيف ريفي: "بدل أن تكون هذه المهنة لمساعدة الفقير على العيش، وظّفت لمساعدة بعض المستفيدين".

وفي الأحياء الشعبية المكتظة، تصبح المساحات العامة أرصفة للباعة وسط غياب تقديرات رسمية عن أعدادهم، إلا أن بلدية طرابلس ترجح أنهم بالآلاف ما دفع بها لوضع تصور تنظيمي لم ينفذ بعد لحمايتهم من الأتاوات.

فوفق جميل جبلاوي رئيس لجنة الهندسة والتخطيط المدني في بلدية طرابلس، هناك خطة ودراسة نفذتها البلدية تهدف إلى تنظيم عمل البسطات والأكشاك المتنقلة التي تلعب دورًا اقتصاديًا وسياحيًا في المنطقة.

أما عند منطقة ساحة التل الطرابلسية، فتوجد بسطات من نوع آخر خصصت لبيع كل ما هو مستعمل في مدينة عرفت تاريخيًا بكثرة ظاهرة الباعة المتجولين فيها.

وفي وقت تساهم هذه البسطات في تأمين قوت آلاف العائلات، إلا أنها أيضًا بنظر البعض انعكاس لإهمال الدولة للمدينة الشمالية التي تحتاج إلى اقتصاد منتج وخطط تأمن فرص عمل بعد أن أهملت لعقود.

من يحمي "تجار الأرصفة"؟

 ومن طرابلس، يتحدث الجبلاوي لـ"العربي" عن تزايد ظاهرة "تجار الأرصفة"، مشيرًا إلى أن هذا العمل هو مصدر دخل مهم لعدد كبير من العائلات ليس فقط في لبنان إنما في مختلف دول العالم وحتى المتقدمة منها مثل فرنسا وإيطاليا وغيرها.

ويتابع: "هذه البسطات بحد ذاتها ليست مؤشر خطر بل هي تدخل ضمن الدورة الاقتصادية لأي بلد كان.. إنما ما يحصل في طرابلس هو قيام بعض المجموعات بفرض سلطتها على هؤلاء العاملين إلى جانب انتشار العربات بطريقة عشوائية وغير منظمة نتيجة الوضع الاقتصادي في لبنان وتداعيات كورونا على البطالة".

وعن الأطراف التي تفرض هذه الأتاوات، يقول الجبلاوي: إنها "قوى الأمر الواقع، المحصنة من قبل جهات معينة منها سياسية تستغل الظرف الاقتصادي الصعب للسكان"، مؤكدًا أن هذه المشكلة بدأت تظهر عقب الانهيار الاقتصادي.

أما عن الإجراءات المتخذة بهذا الخصوص من قبل السلطات المحلية، فيكشف رئيس لجنة الهندسة والتخطيط المدني في بلدية طرابلس أنهم في تواصل دائم مع الجهات الأمنية والسياسية في المنطقة لوضع حد لظاهرة فرض الخوات.

تابع القراءة
المصادر:
العربي