الخميس 19 Sep / September 2024

"حمية" العيش على الهواء.. هل تحقق "التنفسية" حياة أكثر صحة وسعادة؟

"حمية" العيش على الهواء.. هل تحقق "التنفسية" حياة أكثر صحة وسعادة؟

شارك القصة

ينظر التنفّسيون إلى ممارستهم على أنها استبدال للطعام بمصدر روحي للحفاظ على الحياة
ينظر التنفّسيون إلى ممارستهم على أنها استبدال للطعام بمصدر روحي للحفاظ على الحياة - غيتي
يشير مصطلح "التنفّسية" إلى ممارسة علمية تقوم على العيش من دون طعام أو ماء، وقد انتشرت في أنحاء العالم باعتبارها أسلوب حياة، لكن الأطباء يحذّرون من مخاطرها.

لطالما كان الغذاء والماء من أساسيات الحياة للإنسان، إذ يشكّلان مصدر قوة للجسم ويمنحان الإنسان القدرة على الاستمرار في الحياة.

غير أن هناك بعض الأشخاص يعتقدون أنهم يستطيعون العيش من دون طعام أو ماء، بل أكثر من ذلك، يؤكدون أنهم قادرون على الاستمرار في الحياة من خلال استمداد الطاقة من الكون، أو ما يسميّه الهندوس بـ"البرانا" (Prana)، وهو ما بات يُعرف باسم "مُعتقد التنفسيّة" (Breatharianism).

فما هو معتقد "التنفسيّة"؟

أشار موقع "أل ذات إنترستينغ" إلى أن التنفسيّة، هو ممارسة علمية تقوم على العيش من دون طعام أو ماء. ويستمدّ معتنقوه الطاقة من "ضوء البرانا" الموجود في الهواء.

وتسمى أيضًا (inedia)، وهي كلمة لاتينية تعني "الصوم". وتعني كلمة "التنفس" العيش في ضوء الشمس، ومصدر الـ"برانا"، التي تعتبرها الفلسفة الهندوسية قوة الحياة.

يستمدّ معتنقو " التنفّسية" الطاقة من "ضوء البرانا" الموجود في الهواء
يستمدّ معتنقو " التنفّسية" الطاقة من "ضوء البرانا" الموجود في الهواء- تويتر

وينظر التنفّسيون إلى هذه الممارسة على أنها استبدال للطعام بمصدر روحي للحفاظ على الحياة، مشيرين إلى أنها تؤدي لحياة أكثر صحة وسعادة، بل يمكن أن تحلّ مشكلة المجاعة في العالم.

وقال ويلي بروكس، مؤسس معهد "بريثاريان إنستتيوت أوف أميركا" (Breatharian Institute of America): إن "التنفّسي هو الشخص الذي يمكنه، ضمن الظروف المناسبة، العيش من دون طعام"، مضيفًا أن فوائد هذه الممارسة تشمل "صحة أفضل، والمزيد من الطاقة، وحياة جنسية أكثر إرضاءً".

ويعود تاريخ هذه الممارسة إلى وقت طويل، إذ يُعرف أن رهبان التيبت يمارسون شيئًا مقاربًا لها، وإن كان لفترات قصيرة ومحدودة.

يُعرف أن رهبان التيبت يمارسون شيئًا مقاربًا للتنفّسية
يُعرف أن رهبان التيبت يمارسون شيئًا مقاربًا للتنفّسية- تويتر

لكن في العقود الأخيرة، انتشرت هذه الممارسة في أنحاء العالم، باعتبارها أسلوب حياة.

ويبدأ الناس عمومًا بعملية التنفّس لمدة 21 يومًا، حيث من المفترض ألا يأكلوا شيئًا لمدة أسبوع، ثمّ يستهلكون العصير أو الماء فقط لمدة أسبوعين.

مخاطر "التنفّسية"

خلافًا لكل المعتقدات، يؤكد الأطباء أن "التنفّسية" علم زائف ينطوي على أخطار جسيمة مميتة نتيجة الجوع أو الجفاف.

وتُظهر الدراسات العلمية حول التأثيرات الفسيولوجية لتقييد الطعام، أن الصيام لفترات طويلة يؤدي إلى الجوع والجفاف والموت في نهاية المطاف. ففي حالة عدم تناول الطعام، يحرق الجسم عادةً احتياطياته من الغليكوجين ودهون الجسم والعضلات.

لكن "البريثاريون" يزعمون أن أجسادهم لا تستهلك هذه الاحتياطيات أثناء الصيام.

وترفض الجمعيات العلمية مثل "جمعية الحمية البريطانية" (British Dietetic Association) النظام الغذائي التنفّسي، واصفة إياه بأنه "خطير"، مؤكدة أن "الحقيقة الأساسية هي أننا جميعًا نحتاج إلى الطعام والسائل في نظامنا الغذائي للعيش".

وذكر موقع "أل ذات إنترستينغ" أن هناك عدة أشخاص توفوا بسبب ممارسة "التنفّسية" حتى يومنا هذا، منهم تيمو دفان (31 عامًا) عام 1997، ولارني موريس (33 عامًا) في العام التالي، وفيرتي لين (49 عامًا) التي عُثر في مذكراتها كتابات عن اعتناقها للتنفّسية، ووصفها لآمالها بأن الصيام سيطهّرها روحيًا ويشحنها جسديًا وعقليًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close