حظر جهاز الرقابة على الاتصالات في روسيا، اليوم الجمعة، شبكات افتراضية خاصة شائعة الاستخدام، تسمح بالوصول إلى عدد متزايد من المواقع المحجوبة في البلاد، وذلك مع اقتراب موعد انتخابات مجلس الدوما (النواب) الروسي المقررة بين 17 و19 سبتمبر/أيلول الجاري.
واعتبر جهاز الرقابة المعروف بـ"روسكومنادزور"، أن استخدام ست شبكات افتراضية خاصة، يسمح بالوصول إلى "محتوى محظور" ويشجع على "الأنشطة غير المشروعة"، لا سيما "الترويج للمخدرات والمواد الإباحية التي تستغل الأطفال والتطرف والميول الانتحارية".
وأوضح الجهاز أن الشركات الروسية، التي تستخدم في تقنياتها المعلوماتية هذه الشبكات الست التي جرى حظرها، سيسمح لها بالاستمرار في القيام بذلك إذا تبين أنها لا تنتهك القانون.
ولطالما كان الإنترنت مجالًا واسعًا للحرية في روسيا، ولا يخضع لرقابة السلطات وتستخدمه وسائل الإعلام المستقلة، وحركات المعارضة للكرملين.
إلا أن النهج تغير في روسيا، خلال السنوات الأخيرة، حيث حجبت المواقع التي ترفض نقل بياناتها أو فرضت عقوبات على الشركات الرقمية العملاقة المتهمة بعدم إزالة المحتوى "غير القانوني".
وفي الأشهر الأخيرة، حجبت السلطات عدة مواقع مرتبطة بالمعارض المسجون أليكسي نافالني، مع اقتراب استحقاق الانتخابات التشريعية القادم، والذي تعده موسكو حساسا جدًا".
خطوة استباقية
وكانت روسيا تبنت عام 2019 قانونًا لتطوير شبكة إنترنت سيادية منفصلة عن الخوادم الكبرى العالمية، وهذا ما شكل مبعث قلق، إلا أن السلطات الروسية نفت رغبتها في بناء شبكة وطنية تخضع لرقابة، رغم مخاوف منظمات غير حكومية ومعارضين من توجه كهذا.
وجاءت الخطوة الاستباقية من موسكو قبيل انتخابات "الدوما"، بعد يوم من اعتبار روسيا أن رفض عملاقي التكنولوجيا الأميركيين "غوغل" و"آبل" إزالة تطبيق للمعارض الروسي أليكسي نافالني من متجريها قبل الانتخابات؛ قد ينظر إليه على أنه تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
والشهر الماضي طالبت هيئة الرقابة على الاتصالات "روسكومنادزور" شركتي "غوغل" و"آبل" بإزالة تطبيق نافالني من متجريهما.