تشهد الصحافة السودانية أوضاعًا سيئة على صعيد الحريات، بسبب ممارسة السلطات عددًا من الإجراءات التعسّفية.
ومن دون سابق إنذار، تفاجأت صحيفة "السوداني" بايقاف موقعها الإخباري على الانترنت، للمرة الثانية في أقل من عام.
وصدر قرار الإيقاف عن نيابة جرائم المعلوماتية أُرسل إلى جهاز تنظيم الاتصالات.
وقال عمرو شعبان، المدير العام لصحيفة "السوداني"، في حديث إلى "العربي"، إن "الموقع لم يتمّ حجبه من الناحية التقنية، لكن القرار بحد ذاته يعكس نوايا الانقلابيين وقدرتهم على التلاعب بالقانون، وحجم العبث الذي يدور في دهاليز الدولة السودانية".
وأشارت مصادر صحافية إلى تدهور أوضاع الصحافة في السودان، عقب انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، رغم وجود قوانين تنظّم وتحمي الصحف والعاملين فيها.
ولا يزال قمع حرية الرأي يمارس على الصحافة والصحافيين في السودان، بدءًا بإغلاق عدد من الإذاعات والمواقع الصحافية، وصولًا إلى الاعتقالات التعسّفية التي طالت عددًا من الصحافيين، ما يزيد من التحديات التي تواجه نقابة الصحافيين الوليدة.
أهواء الحكومات والاستقطاب السياسي
فبعد 33 عامًا من الاختفاء القسري، عادت نقابة الصحافيين السودانيين إلى العمل، وهي خطوة يعتبر كثيرون أنها مهمة نحو إعادة ترسيخ الحريات بعد الانقلاب العسكري.
وأشار عبدالمنعم أبو إدريس، نقيب الصحافيين السودانيين، في حديث إلى "العربي"، إلى تعرّض أكثر من 57 صحافيًا للاعتداءات أثناء تغطيتهم للتظاهرات، وتوقيف بعضهم الآخر، وإغلاق عدد من المواقع الالكترونية والإذاعات، ناهيك عن المشكلة الكبيرة في الحصول على المعلومات.
ويعتبر الصحافيون أن حجب المعلومات انتهاك آخر لحريتهم، لتظلّ حرية الصحافة في السودان تتأرجح وفق أهواء الحكومات والاستقطابات السياسية في البلاد.
ومنذ 25 أكتوبر 2021، يشهد السودان أزمة شعبية بعد انقلاب مفاجئ نفّذه عبدالفتاح البرهان، أنهى من خلاله التحول الديمقراطي الذي بدأ عام 2019 في البلاد، بعد سقوط نظام الفريق عمر البشير.
