السبت 5 أكتوبر / October 2024

تحرك إسرائيلي في "كاريش".. لبنان يتلقى المقترح الأميركي النهائي خلال ساعات

تحرك إسرائيلي في "كاريش".. لبنان يتلقى المقترح الأميركي النهائي خلال ساعات

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول خلفيات بدء إسرائيل في ضخ الغاز من حقل "كاريش" (الصورة: رويترز)
تستعد شركة "إنرجين" المكلفة من إسرائيل، للانطلاق بمرحلة تجريبية لاستخراج الغاز من حقل "كاريش"، على وقع توضيحات أميركية للبنان.

على وقع إعلان إسرائيل نيتها البدء بضخ الغاز من منصة كاريش، أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الأحد، أن بلاده ستتسلم الصيغة النهائية لاقتراح ترسيم حدودها البحرية مع تل أبيب في غضون ساعات.

وأضاف أن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين أبلغه في اتصال هاتفي بأنه تم تحديد الملاحظات بشأن الاقتراح.

وجاء في بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية أن "الجانب اللبناني سوف يدرس الصيغة النهائية لاقتراح هوكشتاين بشكل دقيق تمهيدًا لاتخاذ القرار المناسب".

ضخ تجريبي

وكانت شركة "إنرجين" المشغلة لحقل "كاريش" قد أعلنت في بيان ربط المنصة بأنابيب التوصيل للانطلاق بعملية الضخ التجريبي العكسي للغاز من الشاطئ إلى المنصة.

وأفادت مصادر رسمية لـ"العربي"، بأن الوسيط الأميركي آموس هوكشتين أكد للقيادات اللبنانية أن الضخ التجريبي يأتي في إطار التأكد من صلاحيات الأنابيب والمسائل اللوجستية.

ويعود حقل "كاريش" إلى الواجهة من جديد، بعد أن أقلق هذا الضخ لبنان الذي وضع فيه حزب الله معادلة منع إسرائيل من ضخ الغاز قبل الانتهاء من ترسيم الحدود البحرية، وبدء لبنان ضخًا مماثلًا في حقوله.

وتشير المعطيات إلى أن هذه المعادلة لم تسقط، لكن اتصالات مكثفة للوسيط الأميركي سحبت ولو مؤقتًا فتيل التصعيد بعد التأكيد الأخير للقيادات اللبنانية، بينما تبقى العيون شاخصة على جديد ملف مفاوضات ترسيم الحدود التي باتت كالبورصة.

هكذا هو المشهد إذًا، ضخ تجريبي للغاز في إسرائيل وتوضيحات أميركية للبنان، بينما يترقب الجميع خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الثلاثاء المقبل، وما قد ينتج عنه على صعيد مستقبل المفاوضات.

ويبعد حقل "كاريش" الغني بالنفط والغاز والذي أعلن عن اكتشافه في يوليو/ تموز عام 2013، 75 كليومترًا عن ساحل حيفا، و4 كيلومترات فقط عن الحدود اللبنانية، 

وتقدر احتياطات الغاز بالحقل المتنازع عليه، بنحو 1.3 تريليون قدم مكعب.

مناورات إسرائيلية

ومن لندن، يلفت خبير النفط العالمي ممدوح سلامة إلى أن الحديث عن ضخ تجريبي هو "تلاعب بالكلمات من جانب الإسرائيليين"، في ظل معرفة الجانب الإسرائيلي بأن تهديدات حزب الله جادة ولن يتردد في تنفيذها.

ويردف في حديث مع "العربي": "المنطق الذي تفهمه إسرائيل هو منطق القوة، والقول إننا نجرب محطة التشغيل بالنسبة لي باعتبارث خبيرًا هو مناورة للتهرب من الالتزام بالاتفاق الذي قيل إنه كان على وشك الوصول إلى خواتيمه".

لذلك، يرى سلامة أن إسرائيل تدّعي أنها تأخذ هذه الإجراءات للتأكد من أن محطة "كاريش" مربوطة بأنابيب الغاز التي ستنقل المادة في المستقبل إلى إسرائيل، ولكنه يجزم أن ذلك في الواقع تلاعب يسبق الانتخابات الداخلية، "إذا إن نتانياهو الذي يطمح بالعودة إلى رئاسة الوزراء يتهم الرئيس الحالي بأنه تنازل عن الكثير للبنان".

ويوضح في هذا السياق، أن كل ما عرضه لبنان على إسرائيل في الرد الأخير على المقترح الأميركي هو بعض الإيضاحات في بنود الاتفاق.

مصلحة أوروبية من الغاز الإسرائيلي؟

أما عن الحديث حول ضغوط أوروبية لتحقيق مصلحة بإنجاز الاتفاق بين لبنان وإسرائيل، فيقول خبير النفط العالمي: إن إمداد الاتحاد الأوروبي بالغاز الإسرائيلي "موضوع بعيد ويستغرق سنوات".

ويتابع: "كل صادرات إسرائيل إلى الاتحاد الأوروبي لن يزيد عن 10 إلى 15 مليار متر مكعب، الذي هو أقل من 5% مما تمده روسيا للقارة العجوز في الأحوال العادية".

فالجزء الأعظم الذي ستنتجه إسرائيل من الغاز مستقبلًا سيكون للاستهلاك الداخلي، وقسم آخر يذهب إلى محطات تحويل الغاز الطبيعي إلى غاز سائل في مصر قبل أن يعاد تصديره، وفق سلامة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close