نظّمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الجمعة، مسيرة شعبية حاشدة في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، نصرة للمسجد الأقصى ومدينة القدس ورفضًا للانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
فقد شارك آلاف الفلسطينيين، في المسيرة التي خرجت من جميع مساجد المخيم بعد صلاة الجمعة، رافعين الأعلام الفلسطينية وشعارات تضامن مع القدس والمسجد الأقصى، وصور للشهيد عدي التميمي الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء الماضي في القدس.
"التميمي ملهم الثائرين في الضفة"
وفي كلمة له خلال المسيرة، أشاد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" سهيل الهندي، ببطولة الشهيد عدي التميمي قائلًا أن الراحل "سيبقى ملهمًا لكل الشباب الثائرين في الضفة".
وكان حارس أمن تابع لسلطات الاحتلال الإسرائيلي قد قتل الشهيد بإطلاق النار عليه عند مدخل مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق القدس، بعد أن أصاب حارس أمن إسرائيلي بالرصاص في مدخل المستوطنة.
وأشارت الشرطة إلى أن التميمي أطلق النار قبل 10 أيام على جنود وحراس إسرائيليين في حاجز بمدخل مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين شمالي القدس، ما أدى إلى مقتل مجندة وإصابة عنصر أمن.
"المعركة من أجل القدس مفتوحة"
كما أكد الهندي أن "المعركة من أجل مدينة القدس والأقصى مفتوحة وشاملة على كل ساحات الوجود الفلسطيني"، مضيفًا أن "المقاومة تراقب بعينٍ ثاقبة ما يجري في القدس والمسجد الأقصى والضفة الغربية، وقيادتها (المقاومة) لن تخذل أهلَنا هناك".
وتابع أن "القدس عنوان العنفوان الفلسطيني في كل مكان، وأهلنا هناك ينوبون عن الأمة الإسلامية بأرواحهم وصدورهم العارية".
فخاطب الهندي الشعوب العربية والإسلامية، قائلًا: "المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ليسا ملكًا للفلسطينيين وحدهم وإنما لكل أحرار العالم، ننتظر أن تتقدم الزحوف للدفاع عن فلسطين والقدس".
بدورها، دعت والدة الشهيد إبراهيم النابلسي خلال كلمة لها عبر الهاتف ضمن المسيرة، أمهات الشهداء إلى الصبر واحتساب أبنائهن فداء للأقصى، مؤكدة أن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، وستكون ثمن النصر على المحتل.
مواجهات في القدس والضفة
واليوم الجمعة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شاب فلسطيني وإصابة 3 آخرين في اشتباكات مسلحة مع قوة خاصة تابعة للاحتلال الإسرائيلي، عقب اقتحامها مدينة جنين.
ويتزامن ذلك، مع اندلاع مواجهات بين قوات الاحتلال والأهالي في أكثر من بلدة فلسطينية في القدس والضفة المحتلة أبرزها في نابلس، والخليل، ورام الله، إلى جانب عدد من البلدات في القدس المحتلة.
فمنذ مطلع العام الجاري، تشهد مناطق متفرقة من الضفة الغربية ارتفاعًا بوتيرة عمليات القوات الإسرائيلية فيها، والاعتداءات، كما تشهد ساحات المسجد الأقصى ازديادًا ملحوظاً في اقتحامات المستوطنين، بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد يوم إضراب عام شلّ كافة مناحي الحياة في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، حدادًا على التميمي البالغ من العمر 22 عامًا، وتنديدًا بالممارسات الإسرائيلية.