أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن كأس العالم الذي تستضيفه قطر في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل هو حدث تاريخي ومناسبة إنسانية كبرى، وأن نجاحه نجاح للجميع.
وقال في افتتاح دورة الانعقاد السنوي لمجلس الشورى القطري: "منذ أن نلنا شرف استضافة كأس العالم، تعرضت قطر إلى حملة غير مسبوقة لم يتعرض لها أي بلد مضيف. وقد تعاملنا مع الأمر بداية بحسن نية، بل واعتبرنا أن بعض النقد إيجابي ومفيد".
وأضاف: "لكن ما لبث أن تبين لنا أن الحملة تتواصل وتتسع وتتضمن افتراءات وازدواجية معايير، حتى بلغت من الضراوة مبلغًا جعل العديد يتساءلون عن الأسباب والدوافع الحقيقية من وراء هذه الحملة".
وشدّد على أن مونديال قطر 2022، هو باختصار "مناسبة نظهر فيها من نحن، ليس فقط لناحية قوة اقتصادنا ومؤسساتنا، بل أيضًا على مستوى هويتنا الحضارية. وهذا امتحان كبير لدولة بحجم قطر، التي تثير إعجاب العالم أجمع بما حقّقته وتحقّقه".
وقال: "لقد قبلنا هذا التحدي إيمانًا بقدرتنا، نحن القطريين، على التصدّي للمهمة وإنجاحها، وإدراكًا منا لأهمية استضافة حدث كبير مثل كأس العالم في الوطن العربي".
وشدّد على أن "قطر حاليًا أشبه بورشة عمل من التحضير والتجهيز للمناسبة ينخرط فيها القطريون والمقيمون جميعًا، كما وضعت دول شقيقة وصديقة مشكورة إمكانياتها تحت تصرفنا. وهذه أصلًا من أهداف مثل هذه المناسبات التي تحض على التعاون والتآخي وتبادل الخبرات، وتجمع ولا تفرق، فهي بطولة للجميع ونجاحها نجاح للجميع".
شريك عالمي في السلام والاستقرار
كما أكد أن قطر شريك يعتد به في صناعة السلام ودعم الاستقرار، وأن ما حقّقته من نتائج إيجابية في سياستها الخارجية القائمة على الالتزام بالقانون الدولي والدبلوماسية الوقائية لمنع استفحال الأزمات، يحتّم أن يكون دورها فاعلًا ومسؤولًا في منطقتنا والعالم.
وأوضح أمير قطر أنه من هذا المنطلق، تبذل بلاده ما بوسعها للمساهمة في معالجة أزمة نقص موارد الطاقة عالميًا بالتشاور مع شركائها، حيث سيكون لخطط قطر الاستراتيجية، ومن بينها توسعة حقل غاز الشمال، أثر كبير في التخفيف من تداعيات هذه الأزمة على المديين القصير والمتوسط.
وشدّد على أنه في الظروف الدولية المعقّدة، تحافظ قطر على توازنها الإيجابي بين مبادئها ومصالحها، الأمر الذي أكسبها احترامًا مشهودًا.
نجاح اقتصادي
أمير قطر أشار إلى أنه بينما أصابت الأزمة الروسية الأوكرانية الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية بأضرار تزداد تفاقمًا، نجحت قطر في اتخاذ العديد من الإجراءات للحدّ من التضخم، واعتماد برنامج وطني متكامل لاستدامة الموارد.
وأضاف أن "الوكالات العالمية ثبّتت تصنيف الاقتصاد القوي لدولة قطر، وآفاقه المستقبلية المستقرة، كما تبوأ بلدنا مركزًا عالميًا متقدمًا على مستوى الأمن الغذائي العالمي، وذلك نتيجة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي من خلال العديد من المشروعات الإنتاجية الاستراتيجية".
#عاجل| أمير دولة #قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: تبوأت قطر مركزا متقدما على مستوى الأمن الغذائي العالمي pic.twitter.com/JYXvC7rkty
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 25, 2022
وأشار إلى نمو الناتج المحلي خلال النصف الأول من العام بنسبة 4.3%، مدعومًا بنمو القطاع غير النفطي بنسبة 7.3%.
وأكد أن الارتفاع في أسعار الطاقة أدى إلى تحويل عجز الموازنة المتوقّع في بداية العام إلى فائض بنحو 47.3 مليار ريال في النصف الأول من العام، ولذلك سيتمّ توجيه فائض الموازنة إلى خفض مستوى الدين العام وزيادة الاحتياطات المالية للدولة.
وأوضح أن دولة قطر أصبحت أول دولة في العالم تحصل جميع مدنها على اعتماد من منظمة الصحة العالمية كمدن صحية، نظرًا لما اتخذته الدولة من تدابير للحفاظ على البيئة والارتقاء بجودة الحياة في المدن.
التنمية الشاملة
وشدّد على أن التنمية الشاملة للبلاد تظلّ هي الهدف الأسمى الذي تعمل الدولة على تحقيقه، وتمضي بثبات في القيام بمتطلّباته على كافة الأصعدة، وفقًا لرؤية قطر الوطنية 2030 والغايات المرجوة منه.
وأضاف أنه بينما تبقى المهمة الرئيسية العمل على بناء الإنسان المواطن المسؤول الذي يعرف واجباته وحقوقه وقيمة ما لديه، فقد شهدت قطر نهضة تشريعية استكملت بموجبها قوانين أساسية تنظم مختلف أوجه الحياة والمعاملات في الدولة، وإنجازات لتطوير القوانين والتشريعات من أجل تحقيق العدالة الناجزة.
وأوضح أن قطر ستُواصل العمل على تطوير قطاع الطاقة والاهتمام بسلامة البيئة، وتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتعديل التشريعات المنظّمة للاستثمار الأجنبي لإزالة المعوّقات التي تواجه ذلك الاستثمار، وإبراز قطر على الصعيد الدولي كحاضنة للاستثمار الدولي المباشر وتحسين بيئة الاستثمار.