توفي المحامي المصري فريد الديب الذي عُرف بدفاعه عن الرئيس الأسبق حسني مبارك، عن عمر يناهز 79 عامًا بعد صراع مع مرض سرطان الدم، منهيًا مسيرة مثيرة للجدل في أروقة المحاكم المصرية.
وعلّق علاء مبارك نجل حسني مبارك على حسابه على "تويتر" على نبأ الوفاة قائلًا: "لا ننسى وقفة الرجل مع الأسرة في وقتٍ انسحب فيه الآخرون". ونشر مع التعليق صورة للديب.
من هو فريد الديب؟
والديب هو أحد أشهر الأسماء في عالم المحاماة في مصر. وقد حفل تاريخه بالترافع في أشهر القضايا وأكثرها إثارة للرأي العام.
وُلد فريد الديب في القلعة عام 1943 وتخرّج من كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1963.
وبدأ مسيرته المهنية وكيلًا للنائب العام في محافظات مصرية مختلفة، قبل أن يُستبعد من النيابة العامة على خلفية ما عُرف بـ"مذبحة القضاة" عام 1969 التي تمثلت في استبعاد نحو 200 قاض من مناصبهم إثر محاولة تقويض السلطة القضائية" في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.
"الثعلب" و"الداهية"
اقتحم الديب عالم المحاماة عام 1971 وسرعان ما أصبح يلقّب بـ"الثعلب" و"الساحر" و"الداهية". وعُرف بدفاعه عن العديد من الشخصيات البارزة في قضايا أثارت الرأي العام المصري من بينها دفاعه عن عائلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات في قضية التشهير التي رفعتها ضد صحيفة "العربي الناصري" التي اتهمت السادات بـ"الخيانة". وتمكّن من الحصول على تعويض مالي لأسرة السادات.
كما دافع الديب عن الجاسوس الإسرائيلي عزّام عزّام عام 1996، الذي قُبض عليه أثناء زيارته لمصر بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، إلّا أنه خسر القضية، لكن أطلق سراح عزّام بعد 8 سنوات في صفقة تبادل للأسرى عام 2004.
#فريد_الديب.. "الداهية" الذي ترافع عن الجاسوس الإسرائيلي و #مبارك، هذه مسيرته المثيرة للجدل بين أروقة المحاكم المصرية قبل أن يُبعده المرض ويُعيده قاتل الطالبة #نيرة_أشرف #مصر pic.twitter.com/k5kEMlOQ3G
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) October 25, 2022
كما دافع الديب عن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى على خلفية اتهامه بالتحريض على قتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم. وحُكم عليه بالإعدام قبل أن يتمكّن الديب من تخفيف الحكم إلى السجن المشدد 15 عامًا. فيما صدر بحق مصطفى عفو رئاسي ليخرج من السجن عام 2017.
وترافع الديب أيضًا عن عدد من الشخصيات الفنية والأدبية من بينهم نجيب محفوظ.
الدفاع عن مبارك
وكان أحد أبرز الفصول في قصة المحامي "الثعلب" كان إثر ثورة يناير، حيث تولى الدفاع عن الرئيس الأسبق حسني مبارك وعائلته ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في ما يُعرف بـ"قضية القرن" والتي انتهت بتبرئة مبارك ونجليه من كل التهم الموجهة إليهم.
وأعلن الديب عن إصابته بالسرطان خلال ترافعه في قضية "الآثار الكبرى" التي اتُهم خلالها رجل الأعمال حسن راتب بـ"الاتجار بالآثار وتهريبها خارج البلاد". وقال حينها: "إنه لن يترافع ثانية أمام المحاكم الجنائية بسبب مرضه".
وعاد اسمه للظهور بقوة في قضية الطالبة المصرية نيرة أشرف حين أعلن قبوله الدفاع عن القاتل بعد صدور حكم الإعدام بحقه، الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا حتى أنّ البعض لقبه بـ"محامي الشيطان".
