مع حلول الذكرى المئوية لاكتشاف المقبرة الفرعونية لتوت عنخ آمون، نظمت وزارة السياحة والآثار المصرية زيارة لمجموعة من سفراء الدول الأجنبية بالقاهرة وممثلي وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، للمقبرة بوادي الملوك في الأقصر.
واكتشفت المقبرة يوم 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 1922، وكانت تحتوي على مقتنيات فاقت الـ5000 قطعة أثرية بحسب المؤرخين وعلماء الآثار وقتها.
أما الاحتفالات بمئوية هذا الاكتشاف التاريخي، فتأتي لتأكيد القيمة التاريخية الأثرية لهذا المعلم العريق، فوفق بسام الشماع المؤرخ والمؤلف في علم المصريات توت عنخ آمون هو أكثر اسم جذاب في علم المصريات، لأنه أيضًا أكثر اسم غموضًا، وهنا تكمن أهمية قصة المقبرة.
الفرعون الصغير
ومن إسطنبول، يشرح حسين دقيل الباحث في المركز المصري للدراسات أن توت عنخ آمون اشتهر بسبب المقبرة التي اكتشفت منذ 100 عام، فالفرعون الصغير لم تذكر له أي معارك أو حروب أو حتى أي أعمال معمارية في حياته القصيرة.
فقد توفي الفرعون المصري عن عمر صغير قبل أن يكمل الـ20 عامًا، في حين تولى الحكم بينما لم يكن قد تجاوز سن الـ10، وبالتالي لم يكن هو الحاكم الفعلي.
ويردف دقيل في حديث مع "العربي"، أنه في الرابع من نوفمبر عام 1922 كان "الاكتشاف البدائي" لمقبرة توت عنخ آمون، ففي البداية اكتشفت سلالم توصل إلى باب المقبرة وبعد ذلك استمرت أعمال البحث لسنين.
أما مكتشف المقبرة عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، فقضى 15 عامًا في وادي الملوك ينقب بحثًا عن مقبرة الفرعون الصغير، وفق دقيل.
ويتابع الباحث في المركز المصري للدراسات أن "هذه المقبرة تكاد أن تكون الوحيدة التي لم تفتح من قبل"، وعن مصير القطع الأثرية التي وجدت فيها يكشف دقيل أن الجزء الأكبر يحتفظ به اليوم في المتاحف، فيما أثبت الدراسات أن كارتر سرق بعضًا منها.
نهب الآثار
كما تطرق الباحث المصري إلى قضية نهب الآثار المصرية، مشيرًا في هذا السياق إلى أن مصر تمكنت على مر السنين من استعادة بعض أهم القطع الأثرية التي خرجت بطريقة غير شرعية، أبرزها تابوت نجم عنخ عام 2019 من متحف المتروبوليتان في نيويورك.
ويشدد دقيل على أنه خلال الـ8 سنوات الماضية، أعادت مصر آلاف القطع الأثرية التي هربت بالفترات الماضية.
كذلك، نجح العراق باستعادة عشرات آلاف القطع الأثرية من الولايات المتحدة، بعد أن نجح في الإثبات أنها خرجت من المتاحف ولها سجلات معينة.