فرّقت الشرطة في العاصمة النيجيرية أبوجا، اليوم الثلاثاء، مسيرة دينية نظّمتها "الحركة الإسلامية في نيجيريا"، واعتقلت العشرات من أفراد هذه الجماعة الشيعية المحظورة.
وفي حين أوضحت الشرطة أنّ تفريق المسيرة لم يسفر عن وقوع إصابات، أكّدت الحركة الشيعية مقتل ثمانية من أعضائها برصاص قوات الأمن، وفق ما نقلت وكالة فراس برس.
وتأسّست "الحركة الإسلامية في نيجيريا"، في نهاية السبعينيات مستلهمة مبادئها من الثورة الإسلامية في إيران، البلد الذي لا تزال قريبة منه.
هجوم على الشرطة
وأمس الثلاثاء قالت الشرطة النيجيرية: إنّ عناصرها تعرّضوا في أبوجا للرشق بزجاجات المولوتوف والحجارة. وأشارت إلى أنّها اعتقلت 57 مشتبهًا بهم.
وأشارت الشرطة في بيان لها إنه جرى اعتراض المرتكبين، بسرعة من قبل رجال الأمن، وتفريقهم للحؤول دون إمعانهم في الإخلال بالنظام العام.
لكن مسؤولًا في الحركة الإسلامية في نيجيريا أكّد أنّ قوات الأمن أطلقت الرصاص الحيّ على المتظاهرين، ممّا أسفر عن مقتل ثمانية من أتباع هذه الجماعة.
وقال النائب عبد الله محمد موسى: إنّ "المشاركين كانوا قد بدأوا يتفرقون حين وصلت قوات الأمن التي مارست كلّ أنواع الوحشية".
وكان المتحدّث باسم الحركة إبراهيم موسى أعلن في بادئ الأمر مقتل اثنين من المتظاهرين برصاص الشرطة، وقال: "كنّا على وشك الانتهاء من مسيرتنا عندما وصلت قوات الشرطة والجيش وبدأت بإطلاق النار".
حركة محظورة
وعام 2019 حظرت الحكومة النيجيرية هذه الحركة الشيعية، التي غالبًا ما تنظّم احتجاجات في أبوجا، ولا سيّما منذ اعتقلت السلطات زعيمها الديني إبراهيم زكزكي.
وزكزكي هو مؤسّس الحركة، وقد أوقف مع زوجته زينة إبراهيم في ديسمبر/ كانون الأول 2015، إثر أعمال عنف اندلعت خلال موكب ديني في زاريا شمالي البلاد.
ويومها أطلق الجيش أطلق النار، ممّا أدّى إلى مقتل أكثر من 350 شخصًا، غالبيتهم من الشيعة العزّل، بحسب منظمات حقوقية.
وظلّ زكزكي وزوجته موقوفين إلى أن أُطلق سراحهما الشهر الماضي، لعدم كفاية الأدلّة ضدّهما.
لكنّ النيابة العامة سارعت إلى توجيه اتّهامات جديدة إلى زعيم الأقلية الشيعية تتعلّق بالإرهاب والخيانة.
وكان زكزكي دعا مرارًا إلى ثورة إسلامية في بلاده على النمط الإيراني، ما جعله على خلاف مع السلطات العلمانية في البلاد.
ويتراوح عدد المسلمين في نيجيريا، أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكّان، بما بين 80 إلى 85 مليون نسمة، بينهم نحو 4 ملايين يتبعون المذهب الشيعي، فيما يتركّز المسلمون شمالي البلاد، أما جنوبها فيدين في غالبيته بالمسيحية.
