مع تغيّر الطقس تزداد احتمالية إصابة الأطفال بالعدوى وأمراض البرد، لكن البعض يتساءل لماذا يصاب طفل بأمراض أكثر من غيره وعن دلالات تكرار مرضه خلال فترة قصيرة.
واعتبرت دراسات عديدة تكرار الإصابة بهذه الأمراض دليلًا على ضعف جهاز المناعة الطبيعي للطفل والذي يعمل حصنًا واقيًا ضد الفيروسات والميكروبات المختلفة.
تأثير المضادات الحيوية
وأكّد العلماء أن أسباب ضعف المناعة عند الأطفال يعود إلى الإفراط في تناول المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب المختص ما يؤدي إلى قتل البكتيريا النافعة في الأمعاء، بالإضافة إلى تناول الطفل غذاءً فقيرًا في محتواه من المعادن والفيتامينات الهامة.
أمّا أهم الطرق لرفع المناعة فتتمثل في الاهتمام بنظافة الطفل وتشجيعه على غسل يديه باستمرار، بالإضافة إلى الحرص على نومه فترات كافية يوميًا. وينصح الخبراء بالسماح له باللعب لتنشيط الدورة الدموية والحفاظ على صحته.
الأطعمة المغذية
وعن أشهر الأطعمة المغذية التي تحتوي على عناصر ضرورية لرفع مناعة الأطفال والكبار، يقول الأطباء: "إن الأسماك كالسالمون مفيدة لأنها تحتوي على الأوميغا 3 الضروري للجسم".
وتعد البروكولي من الخضروات المهمة أيضًا حيث تحتوي على مضادات للأكسدة وغنية بالفيتامينات والمعادن والألياف، كذلك الأمر بالنسبة للموز والكيوي والبرتقال والتفاح وحتى السبانخ والثوم والزنجبيل.
كما تعد المكسرات من أفضل المصادر غير الحيوانية والغنية بالبروتين.
وينصح الأطباء بعدم الخوف والتوتر في حال أصيب الطفل بأي عدوى فيروسية أو حتى بكتيرية. واعتبروا أن ذلك يكسب الأطفال خلايا مناعية طويلة الأجل تحصنهم ضد الإصابة بالعدوى مرة أخرى.
أنواع نقص المناعة
ويوضح طبيب الأطفال والعناية الفائقة لحديثي الولادة نوفل نوفل أن هناك نوعين من نقص المناعة، الأول النقص المناعي الأساسي الذي يأتي مع الطفل عند الولادة نتيجة خلل في الجينات، والنوع الثاني هو النقص المناعي الثانوي ويحدث نتيجة عدم توازن في الغذاء ونقص في الحديد ونظام الحياة القائم على قلة الحركة.
ولفت نوفل في حديثه إلى "العربي" من بيروت إلى أن الطفل في أشهر حياته الأولى تنشأ لديه مناعة بشكل سريع.
وأشار إلى أن تكرار الأمراض مثل الإسهال المزمن المترافق مع سوء النمو هو مؤشر على نقص المناعة الأساسي.
وأكّد على ضرورة توجه الأهل لاستشارة الطبيب في حال تعرض الطفل كل شهر لحالة مرضية مثل الإنفلونزا أو التهاب الأذن أو الإسهال لأكثر من ثماني مرات في العام الواحد، حيث يشخص الطبيب أسباب نقص المناعة الثانوي لدى الطفل، وأبرزها نقص الفيتامين د وقلة النوم ونقص الحديد.
