واصلت أسعار الغاز الارتفاع بشدة بسبب صعوبات الشحن التي رافقت جائحة كورونا، بالتزامن مع انتعاش الاقتصاد العالمي وزيادة الطلب على مصدر الطاقة الأقل ضررًا على البيئة مقارنة بالنفط.
ويفوق الطلب على الغاز الطبيعي الكميات المعروضة في السوق، ولهذا ارتفع إلى أعلى مستوياته السعرية.
وتعد الصين المستهلك النهم للطاقة، لكنها تخشى من تفاقم نقص الإمدادات، ما دفعها لإبرام اتفاق مع شركة قطر للبترول لمدة عقد ونصف، يقضي بتزوديها سنويًا بثلاثة ملايين ونصف مليون طن من الغاز.
وتخشى أوروبا وآسيا من ضعف الإمدادات، وهما القارتان اللتان تستهلكان 94% من مجمل الواردات العالمية للغاز المسال.
ضغط سياسي
وقال مصطفى عبد السلام، رئيس قسم الاقتصاد في صحيفة "العربي الجديد"، إن القفزات في أسعار الغاز الطبيعي الملفتة في الفترة الأخيرة، تزامنت مع زيادة في كل السلع الأولية، والنفط، والمواد الغذائية.
وأضاف لـ "العربي" من الدوحة، أن أسباب غلاء الغاز، تعود لصيف 2020 عندما حدث تراجع في تدفقات الدول المنتجة للغاز، وكذلك حدوث طفرات في استهلاك الغاز عقب التعافي من جائحة كورونا، ولا سيما في أوروبا وآسيا، والصين.
وأشار عبد السلام، إلى أن هناك توقعا أن يبدأ الضخ خلال الشهر الجاري، لافتًا إلى أن روسيا تريد أن تلعب بورقة الغاز بشكل سياسي للضغط على أوروبا والولايات المتحدة.
يذكر أن بريطانيا تتأثر بشكل خاص بأزمة الغاز الطبيعي التي تواجهها أوروبا، لأنها تعتمد على هذه الطاقة لإنتاج الكهرباء أكثر من دول أخرى مثل فرنسا التي تهيمن فيها الطاقة النووية على قطاع الكهرباء.
