اعترفت مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة، اليوم الثلاثاء، بمقتل طالب زامبي جرى تجنيده في السجن، في أوكرانيا بعد أسبوعين من مطالبة زامبيا موسكو بإيضاحات بشأن ملابسات مقتل أحد مواطنيها.
وقال رئيس فاغنر يفغيني بريغوزين على مواقع التواصل الاجتماعي للمجموعة: "كان لميخاني ناثان نيريندا في 22 سبتمبر/ أيلول الماضي من أوائل الذين اخترقوا خنادق العدو وأظهر بسالة وشجاعة".
وأكد بريغوزين المعروف بـ طباخ الرئيس فلاديمير بوتين، والذي أصبح شخصية إعلامية على خلفية الهجوم على أوكرانيا، أنه "يتذكّر جيدًا هذا الشاب" البالغ من العمر 23 عامًا الذي "قضى في المعارك بطلًا"، حسب تعبيره.
ولعدة أسابيع، اتهمت أوكرانيا يفغيني بريغوجين بإرسال آلاف المقاتلين الذين جُنِّدوا مباشرة في السجون الروسية إلى الجبهة، في مقابل وعد بالحصول على راتب وعفو.
تجنيد سجناء
وانتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في سبتمبر الماضي، قيل إنه لرئيس مجموعة "فاغنر" الروسية يفغيني بريغوزين، خلال لقاء مع سجناء روس، يعرض عليهم إطلاق سراحهم مقابل المشاركة في القتال في أوكرانيا لمدة ستة أشهر.
وتُظهر اللقطات بريغوزين وهو يُحاول تجنيد السجناء الذكور ضمن مجموعته، عارضًا عليهم مزايا وتحفيزات.
وأشارت صحيفة "تايمز" البريطانية إلى أن بريغوزين قال لنزلاء سجن في وسط روسيا: "في غضون ستة أشهر، ستعودون إلى منازلكم بعد أن تحصلوا على عفو عام، وبالتالي لن ترجعوا إلى السجن مرة أخرى".
وتشير تقديرات إلى تجنيد حوالي 10 آلاف سجين مقابل الحصول على العفو لاحقًا، علمًا بأن القوانين الروسية النافذة لا تمنح العفو عن السجناء مقابل أداء الخدمة العسكرية.
وتُتّهم مجموعة "فاغنر" بنشر مرتزقة بدعم من الكرملين في أماكن تشهد نزاعات، من بينها سوريا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي.
زامبيا تطلب إيضاحات
واعترف بريغوزين، اليوم الثلاثاء، بأن مجموعته جندت نيريندا المدان في روسيا، من سجن في منطقة تفير شمال غربي موسكو.
وذكر أن الشاب الزامبي قد تطوع للانخراط في صفوف "فاغنر" والقتال في أوكرانيا.
ومنتصف الشهر الجاري، طلبت زامبيا إيضاحات من موسكو عن مقتل أحد رعاياها في أوكرانيا حيث تشن روسيا هجومًا عسكريًا منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.
وبحسب الحكومة الزامبية كان لميخاني ناثان نيريندا طالبًا في الهندسة النووية في معهد موسكو للهندسة الفيزيائية.
وحكم عليه بالسجن تسع سنوات وستة أشهر بعد إدانته بخرق القانون الروسي في أبريل/ نيسان 2020 بحسب المصدر ذاته.
وفي سبتمبر الماضي، كشف بريغوزين الخاضع لعقوبات أوروبية وأميركية، للمرة الأولى، أنه أسّس مجموعة "فاغنر" عام 2014 للقتال في أوكرانيا، وأقرّ بوجودها في إفريقيا، والشرق الأوسط، وأميركا اللاتينية.
وفي نوفمبر الحالي، اعترف بريغوجين بحصول "تدخل" في الانتخابات الأميركية، وذلك عشية انتخابات منتصف الولاية، في الولايات المتحدة، التي تُتهم موسكو منذ سنوات بالتدخل فيها.
