تفقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات القريبة من الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا، وعبّر عن شكره لجميع المشاركين في المجهود الحربي بمناسبة الاحتفال بيوم القوات المسلحة في البلاد.
وقال زيلينسكي، مخاطبًا الجنود في وقت لاحق في القصر الرئاسي بكييف: إنه "أمضى اليوم مع القوات في دونباس، مسرح أعنف المعارك، وفي منطقة خاركيف، حيث استعاد الأوكرانيون مساحات من الأراضي المحتلة من القوات الروسية التي غزت أوكرانيا قبل أكثر من تسعة أشهر".
وأضاف: "يضحّي آلاف الأوكرانيين بحياتهم إلى أن يأتي اليوم الذي لا يبقى فيه جندي محتل واحد في أرضنا، ويتحرر شعبنا عن بكرة أبيه".
وقدّم الشكر للطاقم الطبي وأهالي الجنود، ورحّب بعودة 60 أسير حرب بعد مبادلة مع روسيا، التي تصف أنشطتها في أوكرانيا بأنها "عملية عسكرية خاصة" لاجتثاث القوميين الذين تعتبرهم خطرين.
وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها موسكو بشن حرب غير مبررة للاستيلاء على أراض من جارتها الموالية للغرب.
"أنتم طليعة استقلالنا"
وخلال زيارته بالقرب من الجبهة، وهي واحدة من عدة زيارات قام بها في الأشهر القليلة الماضية، كرم زيلينسكي عددًا من الجنود وقلدهم أوسمة.
وكتب على تيليغرام: "شكرًا لكم على هذه الصلابة والقوة. أنتم طليعة استقلالنا". وقال: "أعتقد أننا سنلتقي في المرة المقبلة في دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين"، مردفًا: "أنا متأكد (أننا سنلتقي) في شبه جزيرة القرم أيضًا".
في ظل تراجع درجات الحرارة.. كييف وضواحيها دون كهرباء بسبب القصف الروسي لمنشآت الطاقة #العربي_اليوم #أوكرانيا #روسيا pic.twitter.com/RoHMiN6ecG
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 7, 2022
وفيما لم يشر زيلينسكي على وجه التحديد إلى المكان الذي التقى فيه بالقوات، سجّل مقطعًا مصورًا منفصلًا تحدث فيه أمام لافتة ضخمة عليها كلمة "سلوفيانسك"، وهي مدينة تسيطر عليها القوات الأوكرانية بالقرب من بلدة باخموت المحاصرة.
ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن القتال مستعر حول باخموت، حيث تسعى القوات الروسية للسيطرة عليها لنيل موطئ قدم أكبر في دونباس، بعد الانتكاسات في ساحة المعركة في أماكن أخرى.
الأزمة الإنسانية تتفاقم
إلى ذلك، تتفاقم الأزمة الإنسانية في أوكرانيا مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، لتشمل مناطق وقطاعات أوسع.
ويقول حاكم منطقة كييف، إن نصف المنطقة المحيطة بالعاصمة ستظل بلا كهرباء، على خلفية الضربات الصاروخية الروسية على منشآت الطاقة.
ورغم نفي موسكو نيتها إلحاق ضرر بالمدنيين، إلا أنها تؤكد في الوقت نفسه أن معاناتهم لن تنتهي ما لم تذعن أوكرانيا لمطالب روسيا.
وكان الكرملين قد أفاد في أحدث تصريح له بأنه يتفق مع واشنطن بشأن الحاجة إلى إقرار سلام دائم في أوكرانيا، لكنه لا يرى فرصة لإجراء مفاوضات في الوقت الحالي. وتواجه كييف بدورها هذا التصريح بإصرار على المواجهة.
"إرهاب منظم والنتيجة عكسية"
ويلفت مدير تحرير منصة "أوكرانيا بالعربي" محمد فرج الله، إلى أن "الجيش الروسي تحوّل من جيش نظامي يواجه جيشًا آخر إلى مجرد ميليشيات إرهابية"، حسب وصفه.
ويقول في حديث إلى "العربي" من كييف، إن الجيش الروسي عاجز منذ ثلاثة أشهر عن إجراء أي نجاح على الأرض بريًا. ويُمنى بالهزائم على الأرض أمام الجيش الأوكراني، ثم بات يمنى بالهزائم في البحر".
ويرى أنه لم يبق للجيش الروسي تفوق إلا في المجال الجوي، مضيفًا: "عندما تعترف موسكو بأنها لا تقصف ثكنات عسكرية، بل بنى تحتية ومحطات كهربائية، فذلك فضلًا عن كونه جريمة حرب، فإنه دفع العالم كله الآن إلى اعتبار روسيا دولة راعية للإرهاب".
ويضيف أن ما تقوم به روسيا الآن "إرهاب منظّم"، وفق توصيفه، إلا أنه يرى أن النتيجة عكسية تمامًا، متحدثًا عن "قناعة لدى الشعب الأوكراني بأنها تقوم بحرب إبادة ضدهم".
"روسيا تعتمد إستراتيجية مختلفة"
بدوره، يعتبر الكاتب والصحافي ديمتري بريجع أن روسيا بدأت الآن تعتمد إستراتيجية مختلفة عما كانت عليه في السابق، مشيرًا إلى وضع جنرال جديد في ساحة المعارك.
ويلفت في حديث إلى "العربي" من موسكو، إلى محاولات القوات الروسية للتقدم في دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون.
ويرى أن الهدف الأساسي من استهداف البنى التحتية الأوكرانية هو محاولة لتغيّر كييف من توجهها السياسي، ولكي يغيّر الداخل الأوكراني موقفه تجاه استمرار القتال ضد القوات الروسية.
عما إذا كانت روسيا تخشى من رد فعل أوكراني مشابه يستهدف المنشآت الحيوية والبنى التحتية الروسية، يقول: "إذا تم استهداف العمق الروسي فسيكون الرد قاسيًا على أوكرانيا".
