السبت 2 نوفمبر / November 2024

"التاغوبة".. نضال قبائل الطوارق في الجزائر يتجسد في رقصة

"التاغوبة".. نضال قبائل الطوارق في الجزائر يتجسد في رقصة

شارك القصة

فقرة ضمن برنامج شبابيك" حول أصل رقصة "التاغوبة" التراثية الثقافية في الجزائر (الصورة: غيتي)
تعد رقصة التاغوبة موروثًا ثقافيًا يجسد نضال قبائل الطوراق من أجل الحرية وكفاحهم ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر.

يشتهر رجال قبائل الطوارق في جنوب الجزائر، برقصة "التاغوبة" التقليدية، والتي يؤدونها باستعمال سيوف من الطراز الأمازيغي الجميل، وهي تجسد رمزًا لانتصار هذه القبائل في رحلة كفاحهم من أجل الحرية، ومكافحة الاستعمار الفرنسي.

وباتت "التابوغة" جزءًا من ذلك التراث الثقافي الذي تحمله قبائل الطوارق، فتشارك النساء بأغانٍ تمثل مداميك تلك الثقافة، وهن يتزيّن بالحلي التقليدي، بينما يرتدي الرجال الزي التراثي باللون النيلي الأزرق، على هيئة المحاربين القدامى 

الاعتزاز والفخر

يرى الكاتب الجزائري المهتم بالشأن الثقافي، جمال محمدي أن " التاغوبة" تعيد تشكيل صورة الكفاح، واستماتة رجل الطوارق في حروبه المستمرة للبقاء على أرضه، وهي تمثل اعتزازًا وافتخارًا لهذا المجتمع، حيث يستحضرونها في مناسبات عديدة، كتعبير جسدي عن هذا النضال. 

ويعيش نحو 3 ملايين من الطوارق على امتداد الصحراء الكبرى، التي تغطي أطراف خمس دول إفريقية، وهي ليبيا والجزائر والنيجر ومالي وبوركينا فاسو. كما يُعتقد أن الطوارق كان لهم دور أساسي في انتشار الإسلام بتلك المناطق الإفريقية الشاسعة. 

محمدي وفي حديثه إلى "العربي" من الجزائر، قال إن هذه الرقصة الشهيرة تُستحضر بشكل دائم في مناسبات تشهدها ولاية "تنمراست" الواقعة أقصى الجنوب الشرقي للبلاد عند جبال الهقار، حيث توغل في الماضي الجيش الفرنسي إبان حقبة الاستعمار، وشهد مقاومة عنيفة وتضيحات كبيرة من قبل الطوارق في ذودهم عن أراضيهم. 

قصة نضال

ولمدة طويلة قاوم الطوارق التوغل الفرنسي في سلسلة معارك شهيرة، امتدت من عام 1881 وحتى 1923، وأظهر رجال تلك المناطق شجاعة عالية وبسالة وتمكنوا في أكثر من مرة من إلحاق الهزيمة بالفرنسيين. كما أن الطوارق انخرطوا في الثورة التحريرية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي. 

واعتبر محمدي في مداخلته أن ثمة تقصيرًا ثقافيًا في عدم انتشار تلك الرقصات الشهيرة بكل البلاد، وتطويرها بشكل أكاديمي كمنتج ثقافي وحضاري.

وأوضح أن ثمة جهودًا تقوم بها الجمعيات الناشطة هناك لإدراجها ضمن المهرجانات العالمية، كونها موروثا شعبيا جزائريا يجب الحفاظ عليه. 

وشدد الكاتب الجزائري على ضرورة استيعاب المعاهد الموسيقية لتلك الرقصة، والآلات الموسيقية التي تستخدم خلالها. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close