اعتُقِل 150 شخصًا على الأقل من أنصار رئيس البرازيل السابق اليميني المتطرّف جايير بولسونارو، بعد عمليات اقتحام ونهب لمقرات السلطات الرئيسيّة في البلاد الأحد.
وفي مشهد أعاد إلى الأذهان أحداث اقتحام الكونغرس الأميركي في يناير/ كانون الثاني عام 2021، اقتحم مئات من مناصري بولسونارو مقرات السلطات الرئيسية في العاصمة برازيليا؛ مبنى الكونغرس، والمحكمة العليا، وقصر بلانالتو الرئاسي.
وإثر ذاك، أمر الرئيس الحالي لولا دا سيلفا، الذي هزم بولسونارو في انتخابات جرت في أجواء مشحونة العام الماضي، قوات الأمن الفدرالية بالتدخل لفرض النظام في العاصمة برازيليا حتى 31 يناير/كانون الثاني الجاري.
غير أن بولسونارو رفض الاتهامات التي وجّهها له خليفته لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والمتعلّقة باقتحام مبان حكومية في العاصمة برازيليا.
وقال بولسونارو في تعليقات على حسابه على تويتر الأحد إن المظاهرات السلمية "جزء من الديمقراطية، ولكن أي اقتحام للمباني العامة يمثل تجاوزًا".
وقال دا سيلفا، في خطاب متلفز من ولاية ساو باولو، إنه "سيتم توقيف ومحاسبة المشاركين في هذا الفعل الهمجي، ليعرفوا جيدًا أن الديمقراطية التي وُجدت لحماية حق التعبير لديها آلياتها لحماية مؤسساتها التي تصون الديمقراطية".
وأضاف أن "من اقتحموا مؤسساتنا الشرعية هم نازيون وفاشيون متطرفون، فعلوا ما لم يشهده تاريخ بلدنا"، وتوعّدهم بالعقاب "بقوة القانون الكاملة".
استعادة الأمن تدريجيًا
وبحلول الليل في العاصمة البرازيلية، بدا أن القوات الأمنية تستعيد تدريجيًا السيطرة على الوضع، وقد استخدمت خراطيم المياه لإبعاد المتظاهرين.
وأخلت الشرطة البرازيلية مقرّ الكونغرس الوطني الأحد، بعد ساعات عدّة على اقتحامه من جانب مئات من أنصار بولسونارو.
وأظهرت صور لقناة "سي إن إن البرازيل" مؤيّدين لبولسونارو يرتدون ملابس صفراء وخضراء، يخرجون صفًّا واحدًا وأيديهم خلف ظهورهم من قصر بلانالتو الرئاسي، ويُحيط بهم عناصر الشرطة.
وتُظهر صور أخرى حافلة مليئة بمتظاهرين معتقلين تُغادر باتجاه مركز للشرطة.
وأعلنت شرطة مجلس الشيوخ أنّها اعتقلت 30 شخصًا ممن اقتحموا مبنى الكونغرس.
قوات الأمن البرازيلية تستعيد السيطرة على الكونغرس والمحكمة العليا وقصر الرئاسة #البرازيل pic.twitter.com/YycqSzegon
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 9, 2023
وأفادت وكالة "رويترز" بأن مكتب المدعي العام في البرازيل أصدر أمرًا باعتقال وزير الأمن العام.
من جهته، قال وزير الداخلية والقضاء البرازيلي فلافيو دينو إن السلطات ستوجّه تهمة محاولة الانقلاب لمن شاركوا في الاقتحامات، مضيفًا أنه فتح تحقيقًا للكشف عن جميع المتورطين في عملية الاقتحام، وسيتمّ تحليل الصور للتوصل إليهم.
كما أوضح أنه سيجري التحقيق في أداء حاكم العاصمة برازيليا، "وما إذا كان تقصيره بسبب خطأ بشري أم بشكل متعمد".
إدانات دولية
وفي أول رد دولي على اقتحام المقرات الرسمية في برازيليا، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد الوضع في البرازيل بـ"المروّع".
من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن الولايات المتحدة تدين أي محاولة لتقويض الديمقراطية في البرازيل.
وأكد سوليفان في تغريدة على "تويتر" أن "الرئيس بايدن يتابع الموقف عن كثب"، مضيفًا: دعمنا للمؤسسات الديمقراطية البرازيلية لا يتزعزع. الديمقراطية البرازيلية لن تتأثر بالعنف".
أنصار رئيس #البرازيل السابق #بولسونارو يقتحمون الكونغرس وقصر الرئاسة pic.twitter.com/wPWB9Trs3z
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 8, 2023
بدوره، غرّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على تويتر قائلًا إن واشنطن تضمّ صوتها إلى لولا داسيلفا في الدعوة إلى وقف الهجمات فورًا.
كما أعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن "إدانته المطلقة" للاقتحامات، وكتب على تويتر: "الدعم الكامل للرئيس لولا دا سيلفا الذي انتخبه بشكل ديمقراطي ملايين البرازيليين في انتخابات نزيهة وحرة".
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فدعا إلى "احترام المؤسسات الديمقراطية" في البرازيل، مشددًا على "دعم فرنسا الثابت" لدا سيلفا.
ويحتجّ المتظاهرون على عودة دا سيلفا إلى رئاسة البرازيل الأسبوع الماضي، بعدما تقدّم على بولسونارو في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 30 أكتوبر/ تشرين الأول.
ويشكّك العديد من المحتجين في نتيجة الانتخابات، كما شكك الرئيس السابق مرارًا دون دليل في مصداقية نظام التصويت الإلكتروني في البلاد، ويصدقه كثيرون من أقوى مؤيديه.