يواجه التعليم المصري نقصًا حادًا في أعداد المعلمين وكثافة طلابية بالفصول الدراسية، مما يدفع الأهالي إلى اللجوء إلى الدروس الخصوصية.
وفي وقت يطالب فيه الطلبة في معظم أنحاء العالم بتقليص ساعات اليوم الدراسي، لما له من تأثيرات مرهقة على ذهن الطالب، تدرس الحكومة المصرية إمكانية مد اليوم الدراسي إلى 3 فترات ليبدأ من الساعة الثامنة صباحًا حتى التاسعة مساء.
واستهدف المقترح البرلماني الذي صيغ في شكل ورقة عمل ستأخذ مسارها التشريعي خلال الفترة المقبلة إبقاء التلاميذ طوال اليوم بالمدرسة، للقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية ومواجهة الكثافة الطلابية العالية بالفصول الدراسية.
وفي حال تطبيق المقترح سيبقى التلميذ طوال 13 ساعة في المدرسة، ذات الكثافة الطلابية المعتدلة.
أما المدارس ذات الكثافة الطلابية العالية، فسيتم بحسب المقترح، تقسيم اليوم الدراسي بها إلى 3 فترات، لتبدأ الفترة الأولى من الساعة الثامنة صباحًا إلى الـ12:00 ظهرًا، على أن تكون الفترة الثانية من الساعة الـ12:30 ظهرًا إلى الـ16:30 مساء، وتكون الفترة الثالثة من الساعة 17:00 إلى الـ21:00 مساء.
بدورهم، طالب ائتلاف أولياء أمور مصر، وزارة التعليم بمد فترة العام الدراسي إلى 3 أسابيع إضافية، بهدف إعطاء وقت أكبر للطلاب لتحصيل المادة العلمية دون ضغوط.
"تقسيم اليوم الدراسي إلى 3 فترات"
وفي هذا الإطار، توضح مديرة التخطيط الإستراتيجي في وزارة التربية والتعليم المصرية فاطمة القزاز، أن الفكرة طبقت مسبقًا في مصر، مشيرة إلى تطبيق نظام الفترتين الدراسيتين في بعض المدارس ذات الكثافة العالية.
وفي حديث إلى "العربي" من العاصمة المصرية القاهرة، تضيف أن ما يميز تطبيق فكرة الـ 3 فترات، هو اقتصار اليوم الدراسي على بعض الطلبة وتقليص المواد من خلال تقديم فقط 3 مواد في كل فصل، وتجنب تمديد الفترة الزمنية للسنة الدراسية، بهدف تقديم المادة العلمية الكاملة للطالب.
وتشير القزاز إلى وجود عجز في عدد المعلمين في مصر، وتساءلت ما إذا كان سيتم تقسيم المدرسين المتوفرين على الفترات الدراسية الثلاث، أو سيتولى معلم واحد العمل على مدار 13 ساعة متواصلة، ما قد يسبب ضغطًا كبيرًا عليهم، خاصة على النساء اللواتي يشكلن النسبة الأكبر من الطاقم التعليمي.
وترى أن المقترح قد يأتي على حساب مهارات حياتية أخرى للطفل، مشيرة إلى إمكانية تجنب هذا الأمر في حال توفير المدرسة للأنشطة الرياضية والفنية المختلفة.