تتنوّع الألقاب التي أُطلقت على الأيقونة الهندية غاندي، ومنها مهندس حركة العصيان المدني وداعية الكفاح اللاعنفي، وزعيم حركة الاستقلال، ويبقى الأشهر "المهاتما غاندي" أي الروح العظيمة.
مجتمعة أو منفصلة، تنبئ هذه التوصيفات بمسيرة رجل اشتهر بمقولة: "حياتي رسالة"، ولعب دورًا بارزًا في تاريخ الهند وحياة الهنديين إبان الاستعمار البريطاني، وذلك في محطات كثيرة وصولًا حتى اغتياله في 30 يناير/ كانون الثاني من عام 1948.
من هو المهاتما غاندي؟
وُلد موهانداس كرمشاند غاندي عام 1869 في ولاية بوربندر شمال غربي الهند، من أب كان رئيس وزراء الولاية وأم متدينة.
تزوّج في الثالثة عشرة من عمره من سيدة تدعى كاستوربا، ويُقال إنه خالف تعاليم الهندوسية لسنوات بأكل اللحم قبل أن يصبح نباتيًا.
في بريطانيا درس الحقوق، قبل أن يعود إلى بلاده لممارسة المحاماة ويُطرد من مكتب مسؤول بريطاني، وفق "بي بي سي".
كان في الرابعة والعشرين من العمر عندما سافر إلى جنوب إفريقيا، واستقر هناك لقرابة العقدين. وقد طُرد أثناء السفر من عربة قطار الدرجة الأولى بسبب لون بشرته، بحسب المصدر نفسه.
في الذكرى الـ70 لاغتياله.. هذه أبرز محطات حياة المهاتما #غاندي.#MahatmaGandhi pic.twitter.com/P5BN6ooz2B
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) January 30, 2018
الدعوة إلى الاحتجاج السلمي
في عام 1919، دعا غاندي إلى الاحتجاج السلمي عقب مذبحة أمريتسار التي ارتكبها البريطانيون، وتُعرف محليًا باسم "جليانوالا باج".
بشأنها، تورد وكالة "فرانس برس" أنها عزّزت التأييد للاستقلال. وبينما يُقدر الجانب الهندي عدد الضحايا بنحو ألف قتيل، تشير سجلّات من الحقبة الاستعمارية إلى أن الحصيلة بلغت 379.
في ذلك الحين، شجع المهاتما على عدم التعاون مع البريطانيين ومقاطعة بضائعهم فسُجن مدة عامين.
كان ذلك جزءًا من كل في سياسة "غاندية" اتسمت بالسلمية حتى نيل الاستقلال عام 1947، وفلسفة تقوم على اللاعنف اعتمدت أسلوبَي المقاطعة والانقطاع عن الطعام.
إلى ذلك، قاد غاندي أيضًا حزب المؤتمر الوطني الهندي، وحضر في عام 1931 بردائه الأبيض الشهير مؤتمر الطاولة المستديرة في لندن.
لكن بعد عامين، استقال من الحزب وانصرف إلى مواصلة دعمه لطبقة "المنبوذين"، في ما عُد حينها اعتزالًا من السياسة.
اغتيال المهاتما غاندي
عقب استقلال الهند في النصف الثاني من أربعينيات القرن الماضي، خلق انقسام الهند إلى دولتين باكستان والهند مزيدًا من أحداث العنف.
وبينما دعا غاندي إلى حماية المسلمين في بلاده، لم يرق الأمر لبعض الهنود، فأقدم شاب هندوسي على اغتياله متهمًا إياه بالخيانة العظمى.
عقب ذلك لم تغب عائلة "غاندي" عن المشهد السياسي الهندي، وقد برزت منها شخصيات على غرار رجيف غاندي الذي قُتل في تفجير انتحاري في عام 1991، ووالدته رئيسة الوزراء إنديرا غاندي التي اغتيلت في عام 1984.
لكن هذه الأسرة لا ترتبط بصلة قرابة مع المهاتما غاندي، بل تنحدر وفقًا لـ"فرانس برس" من أول رئيس وزراء للهند جواهرلال نهرو.
أما حفيد المهاتما، واسمه أرون غاندي، وأوصى جده قبل اغتياله بإرساله إلى جنوب إفريقيا، إذ أراد منه حينها أن "يتحكّم بغضبه"، فقد بدا أنه يسير على خطى جده واتجه إلى الترويج لمبادئ اللا عنف.
وفي حديث أرشيفي لوكالة الصحافة الفرنسية، أكد أن جده ما كان ليكون سعيدًا اليوم لو أنه عاش حتى يرى تصاعد التوتر بين المسلمين والهندوس، ولا سيما مع صعود القوميين الهندوس بعد وصول ناريندرا مودي إلى سدة رئاسة الحكومة.
