افتُتحت في مدينة اسطنبول التركية "مكتبة رامي" التي يعود تاريخ بنائها إلى عهد السلطنة العثمانية، حيث كانت تُستخدم ثكنة عسكرية للجيش، وتتميّز بمساحتها الكبيرة، وأعداد الكتب الكثيرة التي تحتويها.
وخلع المبنى عن نفسه رداء العسكر وارتدى ثوب العلم والمعرفة، ليُصبح بذلك من أبرز المعالم الثقافية في اسطنبول.
وبُني المبنى في عهد السلطان مصطفى الثالث، على يد رامي محمد باشا لتكون ثكنة عسكرية للجيش العثماني. وإليه يُنسب اسم المكتبة، والحي الذي تقع فيه.
ومن المبنى، أدار السلطان محمود الثاني المعركة العثمانية الروسية عام 1828.
وبعد تأسيس الجمهورية، ظل المبنى يُستخدم لأغراض عسكرية، حتى سبعينيات القرن الماضي. ليتحول بعدها إلى مكان لتوزيع المواد الغذائية وبيعها.
وضعت حكومة حزب "العدالة والتنمية" خطة تقضي بتدشين 100 مكتبة بحلول الذكرى المئوية الأولى للجمهورية التركية. فبدأ العمل على ترميم المبنى، وتحويله إلى مكتبة عامة.
بعد افتتاحها رسميًا، باتت المكتبة هي الأكبر في مدينة اسطنبول والثالثة على مستوى العالم من حيث المساحة التي تبلغ 110 آلاف متر مربع، وتضمّ في رفوفها أكثر من مليوني كتاب لفروع ومجالات مختلفة.
وتتسع المكتبة لأكثر من 4 آلاف شخص، وتفتح أبوابها على مدار الساعة، طوال أيام الأسبوع.
وشرح عثمان زوغلو، المسؤول الإعلامي لمكتبة رامي، أن المبنى يعود تاريخه إلى 250 عامًا، وعام 2010، أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمرًا بتحويله إلى مكتبة عامة، لتبدأ عملية الترميم والبناء عام 2014.
وقال زوغلو، في حديث إلى "العربي" من اسطنبول: إن المكتبة افتتحت أمام القرّاء والزوّار في يناير/ كانون الثاني الماضي، مضيفًا أنه جرى تصميم المكتبة للفئات العمرية المختلفة.
وأشار إلى أن المكتبة تحتوي على 110 آلاف كتاب نادر ومليونين ونصف مليون كتاب آخر، وتضمّ حديقة كبيرة تبلغ مساحتها 51 ألف متر مربع، حيث ستُعقد فيها فعاليات ثقافية واجتماعية خلال فصلي الربيع والصيف.
واستقطبت المكتبة حوالي 450 ألف شخص خلال أسبوعين ونصف الأسبوع، أي ما يعادل 25 ألف زائر يوميًا.
