لا تزال الأنظار شاخصة إلى تركيا وسوريا المنكوبتين إثر الزلزال المدمر الذي وقع فجر يوم الإثنين الماضي منهيًا حياة الآلاف.
فأحداث ذلك اليوم الذي كان يفترض أن يكون عاديًا ستبقى مرسومة في ذاكرة من عايشوا الكارثة ولا سيما أولئك الذين حوصروا تحت الأنقاض لساعات طويلة قبل أن تتمكن فرق الإنقاذ من انتشالهم في سباق مرهق مع الوقت.
150 ساعة تحت الأنقاض
والشاب محمد هو أحد أولئك الناجين، وهو يقبع في مستشفى في كهرمان مرعش جنوبي تركيا، وتم إنقاذه بعد أن مكث 150 ساعة تحت الركام. وهو في وضع صحي مستقر.
وفي حديث إلى "العربي" يحمد محمد الله، ويقول عن تجربته: "من أقسى ما عشت في حياتي. من المستحيل أن أنسى ما مررت به".
دعاء وفرج قريب
وبعدما كان محمد في الطبقة الثالثة في مبنى مؤلف من 8 طبقات عند الزلزال، استفاق وهو تحت الأنقاض في ظلام دامس بلا ماء أو طعام وغير قادر على الحركة. ورغم أن الموت بدا قريبًا لكنه أمضى ستة أيام بالدعاء وقراءة القرآن ونام بشكل متقطع.
أحد الناجين من الزلزال في #كهرمان_مرعش: بقيت تحت الأنقاض لمدة 6 أيام وعندما خرجت إلى النور شعرت كأنني بُعثت من جديد #زلزال_سوريا_تركيا pic.twitter.com/e0le2IWibi
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 13, 2023
ويضيف محمد: "في الساعات الست الأولى ساد صمت رهيب ثم بعد مرور ساعات طويلة بدأت أسمع أصوات الجرافات وبدأت بإحداث صوت قبل أن يتم إنقاذي".
حاول محمد مناداة شقيقه الذي كان معه في الغرفة نفسها لكنه لم يلق لصوته أي جواب فأدرك أنه قد توفي.
ورغم شعوره بالبرد، لم يشعر محمد بالعطش سوى في اليوم الرابع لوجوده تحت الأنقاض.
محمد الذي يعتبر أن نجاته معجزة إلهية، روى حوارًا دار بينه وبين عناصر الإنقاذ عند انتشاله حيث سألوه ما إذا كان متزوجًا فرد بالنفي مؤكدًا أنه عقد خطوبته قبل أيام. وعندها قال رجال الإنقاذ ممازحين إنهم سيحتفلون بخطوبته.