تقدر إحصاءات أجريت في نهاية عام 2022، عدد كبار السن في الأردن بنحو 500 ألف، يشكلون نسبة 5,5% من عدد السكان.
وقد زادت معاناتهم بسبب ضعف الرعاية في السنوات الأخيرة، والتحول الاجتماعي في نظام الأسر وأنماطها، وتلاشي الأسر الممتدة لصالح الأسر التي تشمل الأبوين وأطفالهما، وهي الأسر النووية كما تسمى في علم الاجتماع.
ويحدد تقرير بعنوان "الأسر في عالم متغير" الذي أصدرته منظمة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين، نسبة الأسر الممتدة في الأردن بـ1,5%.
وتكشف مقارنة نتائج مسح الظروف المعيشية للأسر الأردنية أن الأسرة الممتدة في الأردن تراجعت بشكل كبير من نسبة تقارب 11% عام 2003، إلى 1,5%.
ما أسباب تلاشي الأسر الممتدة في الأردن؟
وفي هذا الإطار، يوضح أستاذ علم الاجتماع حسين الخزاعي أن الأسر الممتدة في الأردن بدأت بالتلاشي، مضيفًا أن نسبة 1,3% هي لأولئك الموجودين في الأرياف والمحافظين على ممتلكاتهم وعلى بيوتهم، فيما هاجر معظم أبنائهم الأرياف والقرى الصغيرة واتجهوا إلى المدن لأسباب عدة.
ويعدد في حديث إلى "العربي" من العاصمة الأردنية عمان، الأسباب التي أدت إلى هجرة هؤلاء الشبان والتي تتمثل في البطالة والفقر في الأرياف، وتدني فرص العمل.
ويشير الخزاعي إلى أن أبناء هذه القرى هم من الفئة المتعلمة وتوجهوا إلى المدن بحثًا عن حياة جديدة، وعن العمل.
ويلفت أستاذ علم الاجتماع إلى أن 43% من سكان الأردن موجودون في العاصمة عمّان بسبب النشاط الاقتصادي، ووجود الدوائر الحكومية، بالإضافة إلى توفر فرص العمل وتحسين نوعية الحياة، فضلًا عن وجود الخدمات الصحية والتعليمية والتربوية والمرافق الأخرى الخدمية.
وبشأن تقبل المجتمع الأردني فكرة إقامة كبار السن في دور المسنين، يوضح الخزاعي أن في الأردن 9 مراكز لرعاية المسنين، وهي معظمها تعمل بشكل إما بشكل تطوعي أو تتبع للقطاع الخاص وهي موجودة في المدن ليس في الأرياف.
ويقول الخزاعي: إن "وجود دور للمسنين في الأرياف يعتبر وصمة عار لأنها مخالفة للعادات والتقاليد والدين".
“الموسيقى تشيل عني المشاكل والهموم”.. أردنيتان تعالجان كبار السن بالرقص والموسيقى#الأردن @AnaAlarabytv pic.twitter.com/9D52DKeKUd
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 19, 2021
ويردف أنه لا يوجد سجل رسمي وطني ثابت لمعرفة معاناة كبار السن ومشاكلهم واحتياجاتهم باستثناء الموجودين في دور المسنين فقط، مشيرًا إلى أن كبار السن الموجودين في البيوت الخاصة يذهبون وحدهم إلى عيادات خاصة لتلقي الرعاية.
ويضيف الخزاعي أن من الأمراض التي تواجه كبار السن بعد عمر الستين عامًا هي ضعف الرؤية والسمع والحركة، مشيرًا إلى مشاكل أخرى يعانون منها على الصعيد الاجتماعي وهي العزلة والبعد عن الأبناء.
ويتحدث عن قضية خطيرة في الأردن، وهي تحكم بالعادات والتقاليد بالمجتمع لا سيما على صعيد الزواج خاصة عند كبار السن بعد وفاة الوالدة، بالإضافة إلى الأمية، مشيرًا إلى أن أكثر عائق يواجهه كبار السن هو عدم قدرتهم على الذهاب إلى المدينة لأن أبناءهم يعيشون في شقق صغيرة جدًا.