طرد مجلس النواب الأميركي، الخميس، نائبة جمهورية متشدّدة، مؤيّدة للرئيس السابق دونالد ترمب، من لجنتين نيابيتين بسبب إدلائها بتصريحات مؤيّدة لنظريات تآمرية، في خطوة "تأديبية" أتت في ختام جدل استمرّ أسابيع وأحدث شرخاً في صفوف الحزب الجمهوري.
وبأغلبية 230 صوتاً مقابل 199، وافق مجلس النواب على طرد مارغوري تايلور غرين النائبة عن ولاية جورجيا من لجنتي التربية والميزانية، في تصويت عكسَ إلى حدّ بعيد ميزان القوى الحزبية في المجلس.
وانضمّ 11 نائبًا جمهوريًا فقط إلى الأغلبية الديموقراطية في إدانة هذه النائبة، التي أيّدت نظريات تآمرية تروّج لها حركة "كيو أنون" اليمينية المتطرفة، وردّدت مزاعم ترمب بأنّه فاز في الانتخابات الرئاسية، وأنّ الديموقراطيين "سرقوا" الفوز منه، كما أدلت بتصريحات بدت فيها كأنّها تدعو إلى إعدام مسؤولين ديموقراطيين.
Today, I rose in objection to the unprecedented attempt by the Democrat majority to remove me from my committee seats. I’ve never been more proud to represent the people of NW Georgia. (Part One) pic.twitter.com/vC63T03zhU
— Rep. Marjorie Taylor Greene (@RepMTG) February 4, 2021
اعتذار
وصوّت النواب على طرد غرين (46 عامًا) على الرّغم من أنّها ألقت على مسامعهم قبيل التصويت خطابًا كان أشبه بفعل ندامة، إذ أكّدت فيه أنّها لم تعد تؤمن بنظريات المؤامرة، وأعربت عن أسفها لما بدر منها قبل انتخابها.
وقالت غرين: "لقد آمنتُ بأشياء لم تكن صحيحة، وأنا آسفة على ذلك"، مؤكّدة أنّها "توقفت عن الإيمان" بنظريات المؤامرة قبل ترشّحها إلى الانتخابات النيابية التي جرت في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية. لكنّ فعل الندامة هذا لم يقنع النواب الديموقراطيين.
لكنّ الجمهوريين رفضوا هذا المنطق، معتبرين أنّه لا ينبغي معاقبة زميلتهم على تصريحات أدلت بها قبل دخولها الكونغرس في كانون الثاني/يناير. ونشرت غرين تغريدة شكرت فيها زملائها الذين صوتوا لصالها.
Thank you to the real Republicans who stood with me today! Every single one of you will be remembered. pic.twitter.com/ZqtWH48dfE
— Marjorie Taylor Greene 🇺🇸 (@mtgreenee) February 5, 2021
سابقة خطيرة
وذهب النائب الجمهوري جيم غوردان أبعد من ذلك، وسأل "من التالي؟"، مندّداً بـ"ثقافة نفي" يطبّقها زملاؤه الديموقراطيون. بدورها، قالت ليز تشيني، الثالثة في ترتيب قيادة النواب الجمهوريين في المجلس، إنّ ما حصل بحقّ زميلتها غرين هو "سابقة خطيرة في هذه المؤسسة يمكن أن يندم عليها الديموقراطيون عندما يستعيد الجمهوريون الأغلبية".
وقبل انتخابها، أبدت غرين إعجابها بتعليق على "فيسبوك"، خلُص إلى أنّ أسرع طريقة لكي تتوقف رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عن ممارسة صلاحياتها هي "رصاصة في الرأس". كما قالت إنّ بيلوسي مذنبة بـ"الخيانة العظمى" وإنّ هذه الجريمة "يعاقب عليها بالإعدام".
وكانت غرين أعلنت، قبل أن تصبح نائبة، انتماءها لـحركة يمينية متطرفة تروّج لنظريات المؤامرة، وتقول إن ترمب يشنّ حرباً سرّية ضدّ طائفة عالمية من عبدة الشيطان، والمعتدين جنسيًا على الأطفال.
وكانت غرين محطّ هجوم شنّه عليها زعيم الجمهوريين السناتور ميتش ماكونيل، لتقابله غرين برد عنيف.
وكشفت هذه القضية عن الشرخ الحاصل في الحزب الجمهوري بين أتباع الملياردير الجمهوري الذي ما زال يحتفظ بنفوذ قوي بعدما حصد 74 مليون صوت في الانتخابات الرئاسية، وأنصار الخط التقليدي.