تتفاقم حالات الانتحار في لبنان بشكل متزايد، ما يرجعه البعض للأزمة الاقتصادية التي يعشيها البلد.
ويوم السبت الماضي، أقدم رب أسرة لبنانية يدعى حسين مروة على الانتحار بعد أن أجرى اتصالًا هاتفيًا بزوجته أخبرها فيه أنه آخر اتصال تتلقاه منه.
وقبل أيام قليلة من هذه الحادثة، انتحر الشاب الثلاثيني موسى الشامي أمام منزله، وعثر عليه مصابًا بطلق ناري. وقبل قيامه بإطلاق النار على نفسه، ترك رسالة صوتية إلى صديقه يودّعه فيها، ويطلب منه الاهتمام بزوجته وأولاده بعد رحيله.
وفي ردود الفعل، تأسفت واحدة من المغردات إلى ما وصلت إليه الأمور في لبنان، معتبرة أن "الموت أصبح أسهل من الحياة في البلاد".
ووجد مغرد آخر أن لبنان انتقل من كونه بلد الجمال والسهر والعيش الكريم، إلى بلد الهجرة والانتحار.
بدوره، قال عضو كتلة التغيريين في مجلس النواب اللبناني ملحم خلف: "إن صوت الشاب موسى الشامي ينخر الضمائر ويهز عروش الطغاة القتلة".
أسباب اقتصادية أم نفسية؟
ووقوع حادثتي انتحار في غضون 4 أيام تعد مؤشرًا على تزايد هذه الظاهرة في لبنان منذ بداية الأزمة الاقتصادية في عام 2019/ بينما تسجل العملة الوطنية انهيارًا غير مسبوق.
وفي هذا الإطار، يقول عضو الهيئة التنفيذية في الجمعية اللبنانية للطب النفسي فضل الشحيمي: تظهر الأرقام أن لبنان يشهد حالة انتحار كل يومين، وليست كل هذه الحوادث تخرج إلى العلن".
ويوضح الشحيمي في حديث لـ"العربي" من بيروت، أن "لا علاقة للأزمة الاقتصادية بالانتحار، فعام 2018 شهدت البلاد 157 حالة، فيما حصلت 138 حالة في عام 2022، أي في خضم الأزمة".
ويشير الطبيب النفسي إلى أن "الأزمة الاقتصادية أثرت وزادت من نسبة الاكتئاب والقلق النفسي عند الناس، وساهمت في بعض حالات الانتحار، لكن الوضع ليس مأساويًا كما يصوره البعض، والحالات لم تزداد بشكل دراماتيكي".
ويضيف الشحيمي أن الأزمة الاقتصادية قد تكون سببًا في الانتحار، ولكن هناك أيضًا الأزمات النفسية والاكتئاب المقاوم للعلاج عند فئة من الناس.
