في إطار جهود لمجابهة الأمية للوصول إلى هدف "مصر بلا أمية عام 2030"، أكدت الحكومة المصرية التزامها بالحد من ظاهرة تسرب الطلاب من التعليم بهدف سد منابع الأمية، حيث أعلنت عن فرص للمتسربين من التعليم للالتحاق بمدارس التعليم المجتمعي.
وخلال لقائه مع ممثل برنامج الأغذية العالمي، أكد وزير التربية والتعليم المصري رضا حجازي، على أهمية تعزيز التعليم داخل المدارس، مشيرًا إلى أنه تم تطوير البنية التكنولوجية لـ500 مدرسة مجتمعية وتنظيم الخبرات والتدريب لمعلمي هذه المدارس، والتأكيد على وضع خطة لتوسيع نطاق التعاون لاستكمال تطويرها.
ما هي أسباب التسرب المدرسي؟
وفي هذا الإطار، توضح أستاذة علم الاجتماع أمل رضوان، أن ظاهرة التسرب المدرسي التي تختلف من منطقة إلى أخرى خطيرة، ليس على الطالب المتسرب وحده أو على أسرته، بل على المجتمع، من خلال نشر الجهل والأمية.
وإذ تحذر في حديث إلى "العربي"، من القاهرة، أن التسرب يزيد من نسبة البطالة نتيجة عدم تأهيل الطالب تعليمًا أو مهنيًا، تشير أن التسرب المدرسي يؤدي أيضًا إلى عمالة الأطفال وزيادة الجريمة والانحرافات الأخلاقية وارتكاب العديد من الجرائم.
وتلفت رضوان في السياق نفسه، إلى أسباب كثيرة تؤدي إلى زيادة التسرب من التعليم منها ما يتعلق بالطالب نفسه على غرار مستوى تحصيله العلمي، بالإضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بالأسرة والظروف الاقتصادية والمشاكل والأعباء الحياتية.
وتؤكد أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر هي من الأسباب الرئيسية لظاهرة التسرب المدرسي، مشيرة إلى أنها تلعب دورًا قويًا في تسرب الطالب من المدرسة، ولجوئه إلى العمالة حتى يوفر دخلًا لأسرته.
كما يشكل غياب الوعي بأهمية وقيمة التعليم لدى الأسرة أحد أسباب التسرب المدرسي بحسب رضوان.
وبشأن تقديم الحكومة المصرية مدارس مجتمعية تجمع ما بين التعليم المهني أو الفني، وما بين التعليم العام، ترى رضوان أن هذه الخطوة مهمة جدًا، لأنها ستؤدي إلى القضاء على التسرب من التعليم والأمية والجهل.
وتعتبر أن خطوة الحكومة بناءة وهادفة للجميع، لافتة إلى أنها ستنعكس إيجابًا على المجتمع، ومشددة على ضرورة نشر الوعي عند الأسر بأهمية وقيمة التعليم.
