السبت 28 Sep / September 2024

انطلاق مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية في الدوحة.. ما أبرز قضاياه؟

انطلاق مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية في الدوحة.. ما أبرز قضاياه؟

شارك القصة

فقرة ضمن برنامج "شبابيك" تسلط الضوء على افتتاح مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية (الصورة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات)
يعكف 30 باحثًا عربيًا على تقليب أوراقهم البحثية وعرض مقارباتهم النظرية في محاولة لفهم الثقافة السياسية القائمة في البلدان العربية.

افتتح المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أمس السبت الدورة التاسعة لمؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية التي تستمر لثلاثة أيام، حيث تتناول مفهوم الثقافة السياسية في العالم العربي.

وانطلق المؤتمر بمحاضرة قدمها مدير عام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدكتور عزمي بشارة بعنوان "ملاحظات عامة حول الثقافة السياسية".

27 ورقة بحثية

ويقرّ الباحثون بأنّ مفهوم الثقافة السياسية في المنطقة العربية لم يلق اهتمامًا كافيًا في الدراسات والأبحاث العربية، رغم أهميته العلمية والنظرية وضرورته لفهم التطورات السياسية والمجتمعية، حيث سيناقشون 27 ورقة بحثية في هذا الخصوص.

ومثّل غياب الاهتمام بهذا المفهوم دافعًا للمركز العربي ودراسة السياسات، ومقره الدوحة، لاختياره موضوعًا لدورته التاسعة من مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية.

ويوضح الدكتور عزمي بشارة في محاضرته الأولى أنّ المفهوم برز تحت هذه التسمية في خمسينيات القرن الماضي عندما تأسس البحث في هذه المجالات بمنهج علمي وضعي، بحيث توضح المفاهيم لكي تبنى فرضيات يمكن فحصها بالتجربة، انطلاقًا من وقائع مثل الأفراد وتوجهاتهم، لا انطلاقًا من ثقافة مفترضة مسبقًا للشعب كله.

وعلى مدار ثلاثة أيام، يعكف 30 باحثًا ينتمون إلى مؤسسات علمية وبحثية داخل الوطن العربي وخارجه على تقليب أوراقهم البحثية وعرض مقارباتهم النظرية في محاولة لفهم الثقافة السياسية القائمة في البلدان العربية.

تسليط الضوء على جوانب معقدة

ولا تقتصر الأوراق البحثية التي يقدمها الباحثون على مراكمة كم معرفي في الثقافة السياسية العربية بل تستهدف فتح باب بحثي ظل موصدًا بسبب افتراضات وأحكام مسبقة ونظرة استشراقية تعتبر الثقافة السياسية القائمة في المنطقة العربية ضحلة فكريًا ومقيدة بموروث ثقافي، وعاجزة عمليًا على مرافقة التحولات السياسية والمجتمعية، كما حدث في بعض بلدان الربيع العربي.

ويقول الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات حيدر سعيد لـ"العربي"، إنه "كان هناك تيار يروج لفكرة أن التعثر حدث بسبب الثقافة السياسية العربية، ومجموعة من القيم الموروثة التي تعوق الشعوب العربية عن التحول الديمقراطي".

ويأمل المركز أن تمثل الدورة الجديدة فرصة لتسليط الضوء على جوانب معقدة ومركبة لفهم الثقافة السياسية والإسهام في إثراء الفهم العربي بشأنها.

مفهوم الثقافة السياسية

وبشأن أبرز النقاط التي دارت خلال الجلسة الأولى للمؤتمر، يشير الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عبد الفتاح ماضي إلى أنّ الدورة التاسعة تتناول مفهوم الثقافة السياسية والثقافات الفرعية في العالم العربي.

ولفت في حديث إلى "العربي" من لوسيل، إلى أن المؤتمر انطلق بجلسة افتتاحية للدكتور عزمي بشارة، وجلسة عامة أولى تناولت بعض القضايا المتصلة بعسكرة الثقافات في بعض الدول، إضافة إلى جلستين تناولتا تونس والمغرب.

ووفقًا لماضي، يشارك في المؤتمر 30 باحثًا وباحثة من مختلف البلدان العربية، يمثلون مصر وتونس والجزائر والمغرب والمشرق العربي عمومًا، بالإضافة إلى باحثين من المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

كما يوضح أن المؤتمر سيغطي محاور عدة عبر دراسات حالة ومقارنة في بلدان عربية مثل تونس والجزائر والمغرب ومصر، وبعض القضايا ذات الطابع الثقافي، بالإضافة إلى أثر الثقافة السياسية في الفعل السياسي في البلدان العربية.

"تصورات غربية غير دقيقة"

وبشأن اختيار هذا المفهوم في الدورة التاسعة للمؤتمر، يشير الباحث عبد الفتاح ماضي إلى أنّ بعض الدوائر البحثية والسياسية الغربية استخدمت مفهوم الثقافة لتبرير فكرة غياب الديمقراطية في العالم العربي لعقود طويلة.

ويبين أن تلك النظرة الغربية في بناء تصور عن العالم العربي "غير صحيحة وغير دقيقة"، باعتبار أن الثقافة جزء من مجموعة من المتغيرات وجب أخذها في الحسبان، موضحًا أن الثقافة لا يمكن أن تفسر بمفردها وهي عبارة عن شيء معقد.

ويخلص إلى أنّ المؤتمر سيناقش هذه الموضوعات بالإضافة إلى موضوع "تقسيم الثقافات" والتي ستكون موضع بحث علمي وأكاديمي خلال أيام المؤتمر الثلاثة.


تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close