السبت 16 نوفمبر / November 2024

ترابط الجبهات ضد إسرائيل.. هل يؤدي التصعيد الأخير إلى حرب في المنطقة؟

ترابط الجبهات ضد إسرائيل.. هل يؤدي التصعيد الأخير إلى حرب في المنطقة؟

شارك القصة

حلقة من برنامج "تقدير موقف" تلقي الضوء على مآلات التصعيد بعد إطلاق الصواريخ من لبنان وسوريا وقطاع غزة على إسرائيل (الصورة: رويترز)
تحمّل الحكومة الإسرائيلية حماس مسؤولية الهجوم الصاروخي، وبذلك تكون قد تعاطت بمحدودية مع الهجوم لتفادي التداعيات العسكرية.

جاء الرد على انتهاكات الاحتلال في القدس من غزة والحدود اللبنانية، في مشهد يعكس ترابطًا للجبهات ورسالة موحدة وصلت إلى إسرائيل عبر عشرات الصواريخ، محذرة إياها من المساس بالمسجد الأقصى.

34 صاروخًا أطلقت من لبنان بشكل متقطع، في أكبر هجوم صاروخي منذ عام 2006، حين اندلعت الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، وهو ما لا تريد أن تنقاد إليه تل أبيب حسب تصريحات مسؤوليها.

"رد لا تصعيد"

وعلى الرغم من لغة التهديد والوعيد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتعهد برد قوي "يكبّد أعداء إسرائيل ثمنًا باهظًا"، إلا أن الأوساط الإسرائيلية أكدت منذ اللحظات الأولى أن تل أبيب تعتزم الرد لا التصعيد.

وهذا ما حصل في صباح 7 أبريل/ نيسان، بعد قصف جيش الاحتلال 3 أهداف في جنوب لبنان، قال إنها تابعة لحماس بعد أن قصفت طائراتها 10 مواقع في قطاع غزة تشمل بحسب قولها أنفاقًا ومواقع لتطوير أسلحة تابعة للحركة.

إذًا، تحمّل الحكومة الإسرائيلية حماس مسؤولية الهجوم الصاروخي، وبذلك تكون قد تعاطت بمحدودية مع الهجوم لتفادي تداعيات عسكرية لا تصب بمصلحتها في الوقت الراهن، خاصة مع توتر الأجواء وتعدد الجبهات.

فالضفة الغربية تشتعل على وقع تعديات المستوطنين الإسرائيليين فيها، ومواجهات القدس قد تزداد وتيرتها في أي لحظة، في حال استمرار القمع الذي شهده المسجد الأقصى خلال الأسبوع الماضي.

تخبط داخل إسرائيل

غزة ولبنان في المرصاد، وفي سوريا اصطياد إسرائيلي مستمر للأهداف الإيرانية التي تجد فيها الخطر الأكبر عليها، آخرها الضربات المتتالية على حمص ودمشق في الأيام القليلة الماضية.

جبهات جانبية يُضاف إليها تخبط في الداخل الإسرائيلي ومحاولة نتنياهو لملمة شظايا قراراته السياسية وجبر الانقسام غير المسبوق في الشارع الإسرائيلي.

معطيات قد تدفع تل أبيب مجبرة غير مخيرة إلى دراسة خطواتها المقبلة وفرض حسابات جديدة على ممارساتها المتطرفة، وإلا فإنها ستشعل فتيل حرب إن اندلعت لا يمكن التكهن إلى أين ستأخذ منطقة الشرق الأوسط.

تحوّل في المنطقة

في هذا السياق، يرى أستاذ تسوية النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم خطيب أن "التصعيد الأخير مرتبط من الناحية الداخلية بالتصعيد الإسرائيلي في القدس، خصوصًا وأن ما يُسمى بمحور المقاومة يحمل شعار الدفاع عن المقدسات في فلسطين وبالتالي هو يجد نفسه مجبرًا على الرد".

ويشير خطيب، في مداخلة له من مكاتب "العربي" في لوسيل، إلى أن "هذه التطورات جاءت وسط تغيرات إقليمية، وتزامنًا مع ازدياد تمكّن إيران في سوريا وسيطرة حزب الله على القرار في لبنان وزيادة قوة حركة حماس في قطاع غزة".

ويوضح خطيب أن "الرؤية الإسرائيلية ترتكز على ضرورة الردع في المنطقة عبر زيادة الضربات في سوريا".

ويقول: "هناك تحوّل في المنطقة لتشكيل حالة من التهديد على إسرائيل وإيصال رسائل لها بأن قصف المراكز الإيرانية في سوريا قد يكون له تأثيرات مباشرة عليها".

حكومة يمينية ضعيفة

من جهته، يعتبر مدير عام مركز مدى الكرمل للدراسات مهند مصطفى أن "إسرائيل دائمًا ما تلجأ إلى القوة في حل أزماتها الداخلية والخارجية".

ويشير مصطفى، في حديث إلى "العربي" من أم الفحم، إلى أن "إسرائيل تفاقم الوضع الأمني دائمًا عند تعرضها لأي ضغوط".

ويوضح مصطفى أن "هناك حكومة يمينية ضعيفة في إسرائيل، وهي تعاني من أزمات داخلية وأخفقت في تنفيذ أغلب وعودها لقواعدها الانتخابية".

ويقول: "الأوضاع أعطت صورة بأن إسرائيل ضعيفة، ما ساهم في تحفيز أعدائها على مواجهتها".

ويضيف: "لا يمكن فصل الأوضاع الإقليمية عما يحصل منذ عام في الضفة الغربية والقدس من اعتداءات على الفلسطينيين".

فجور إسرائيلي

بدورها، ترى الإعلامية ورئيس مؤسسة "بيروت إنستيتيوت" راغدة درغام أن "اللبنانيين يرفضون الفجور الإسرائيلي، ولكنهم يريدون في الوقت عينه الحفاظ على سيادتهم".

وتشير درغام، في حديث إلى "العربي" من بيروت، إلى أنه "في حال أرادت المقاومة الفلسطينية مقاومة الفجور الإسرائيلي فيمكنها القيام بذلك من أي مكان غير لبنان".

وتقول: "لا يجب الاعتماد على الفلتان الأمني في جنوب لبنان من أجل توجيه الرسائل، وذلك على حساب السيادة اللبنانية والتعاطف الشعبي".

وتضيف: "هناك غضب من المواطنين في لبنان بسبب محاولة توريط بلدهم في حرب مع إسرائيل وسط أزماتهم الاقتصادية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close