الجمعة 13 Sep / September 2024

مطالبات بضمان وصول المساعدات.. أي دور لواشنطن بالصراع في السودان؟

مطالبات بضمان وصول المساعدات.. أي دور لواشنطن بالصراع في السودان؟

شارك القصة

مقابلة مع المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية على "العربي" حول التوصل إلى هدنة في السودان (الصورة: رويترز)
يتواصل القتال لليوم الرابع بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، وسط مطالبات بضمان الممرات الإنسانية من قبل جميع الأطراف لوصول المساعدات.

دعا الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية الثلاثاء الأطراف المتنازعة في السودان إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.

وأكد رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر فريد أيوار في تصريحات للصحافيين عبر الفيديو من نيروبي أنه "لدينا سيارات إسعاف وأفراد قادرون على تقديم الإسعافات الأولية والدعم النفسي والاجتماعي، ولكن هذا لن يكون ممكنًا إلا بضمان الممرات الإنسانية من قبل جميع الأطراف".

وشدد على أن "المنظمات العاملة في المجال الإنساني شعرت بإحباط شديد" لعدم تمكنها من القيام بعملها.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف أليساندرا فيلوتشي: "لدينا حوالي أربعة آلاف موظف يعملون في البلاد، بما في ذلك 800 موظف دولي. بالطبع نحن قلقون على سلامتهم".

وعلى الرغم من الدعوات الدولية وعلى رأسها تلك الصادر عن وزراء خارجية مجموعة السبع المجتمعين في اليابان والأمم المتحدة والولايات المتحدة لإنهاء العنف الدائر في السودان "على الفور"، يتواصل القتال لليوم الرابع بين الجيش السوداني النظامي وقوات الدعم السريع شبه العسكرية وتسببت الأعمال العدائية الأخيرة في مقتل ما يقرب من 200 شخص وفقًا للأمم المتحدة.

وقال أيوار: "نتلقى مكالمات من جميع أرجاء السودان ممن يحتاجون أشياء أساسية وطعامًا لأسرهم ولم شمل الأطفال مع ذويهم، إلا أنه لا يمكننا التحرك أو توفير الخدمات الأساسية مثل زجاجة ماء أو وجبة طعام".

وحذر من أن النظام الصحي معطل و"إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فقد يواجه خطر الانهيار".

وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس: إن "العديد من بين تسعة مستشفيات في الخرطوم تستقبل المدنيين الجرحى تفتقر إلى كل شيء، الدم ومعدات نقل الدم والسوائل الوريدية والمعدات الطبية وغيرها من الضروريات الأساسية".

هدنة 24 ساعة في السودان بعد ضغط أميركي

سياسيًا، وافق كل من قائد الجيش السوداني وقائد قوات الدعم السريع على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة اعتبارًا من مساء اليوم الثلاثاء، وذلك بعد ضغط من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فيما يخص المعارك المحتدمة بين الطرفين في الخرطوم والتي تخللها حادث إطلاق نار على موكب دبلوماسي أميركي.

وأجرى بلينكن اتصالًا هاتفيًا بكل من القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، اللذين تسبب صراعهما على السلطة في عرقلة خطة مدعومة دولياً تتعلق بعملية الانتقال إلى الحكم المدني بعد عقود من الاستبداد والحكم العسكري.

ولم يلتزم الطرفان تمامًا بوقف سابق لإطلاق النار وافقا عليه لبضع ساعات يوم الأحد. وأصبحت القدرة على التحرك في الخرطوم شبه مستحيلة بسبب القصف المدفعي والضربات الجوية والقتال في الشوارع، واضطر السكان المحليون والأجانب إلى البقاء في منازلهم.

أي دور للولايات المتحدة في هدنة السودان؟

وفي هذا الإطار، أكد المتحدث الإعلامي باسم الخارجية الأميركية صامويل روبيرغ أن الولايات المتحدة على تواصل مع كل الأطراف داخل السودان حيال الهدنة، مشيرًا إلى أن واشنطن تلقت بعض الوعود من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع برغبتهم بالوصول إلى هدنة، إلا أنها لا ترى أي تطبيق لها حتى الآن.

وفي حديث لـ"العربي" من واشنطن، شدد روبيرغ على أن الولايات المتحدة ستستمر في حث كل الأطراف لتطبيق الهدنة وتمديدها واحترامها، كما شدد على أن ما يهم أميركا هو تطبيقها.

وأضاف أن واشنطن على تواصل مع بريطانيا والإمارات والسعودية ومصر، والمبعوث الأممي الخاص ودول أخرى في المنطقة، بشأن التطورات في السودان، مشددًا على ضرورة أن تتفق الأطراف السودانية على الهدنة.

ورأى روبيرغ أن الحل الوحيد لما يحدث في السودان هو داخلي ودبلوماسي وليس عبر العنف، مشيرًا إلى أن التصعيد الحاصل لن يؤدي إلا لمعاناة أكثر للشعب السوداني.

وأكد أن الولايات المتحدة لا تدعم أي طرف من أطراف الصراع بل هي تدعم وتقف بجانب الشعب السوداني، مشددًا على وجوب أن تحترم كل الأطراف السودانية، سواء كانت المدنية أو العسكرية، رغبة الشعب السوداني.

وشدد روبيرغ على وجوب أن يكون التركيز اليوم في السودان على وقف إطلاق النار أولًا، ومن ثم تبدأ التحقيقات والمحاسبات أو فرض العقوبات على كل من يعرقل التحول الديمقراطي في البلاد.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close