Skip to main content

محاذير ومخاوف مع إعلان الهدنة في السودان.. هل يصمد وقف إطلاق النار؟

الثلاثاء 25 أبريل 2023

يترقب السودانيون، اليوم الثلاثاء، تنفيذ اتفاق تم التوصل إليه برعاية أميركية لوقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع، وذلك بعد عشرة أيام من معارك دامية فشلت معها كل محاولات التهدئة.

وتشكل الخطوة اختبارًا لتبيان مدى التزام الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم بقيادة محمد دقلو "حميدتي" بالاتفاق على الأرض، اذ سبق لهما منذ اندلاع المعارك في 15 نيسان/ أبريل، الإعلان أكثر من مرة عن هدنة، ما لبث كل طرف أن اتّهم الآخر بخرقها بعد انهيارها.

بيان بلينكن 

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد أعلن أن طرفي النزاع وافقا على وقف النار لثلاثة أيام اعتبارًا من الثلاثاء، وقال في بيان له أمس الإثنين: "عقب مفاوضات مكثفة على مدار الساعات الـ48 الماضية، وافقت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على تنفيذ وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد ابتداء من منتصف ليل 24 أبريل/ نيسان، ويستمر لمدة 72 ساعة".

وأضاف بلينكن: "خلال هذه الفترة، تحض الولايات المتحدة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الالتزام الفوري والكامل بوقف إطلاق النار". وأشار الى أن الولايات المتحدة تعمل أيضًا مع شركاء لتشكيل لجنة تتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار في السودان.

وأكد كل طرف عزمه التزام التهدئة، حيث أعلن الجيش في بيان نُشر عبر صفحته الخاصة على منصة فيسبوك، أنه سيحترم الهدنة التي تم التوصل إليها بشرط "التزام" قوات الدعم السريع بها. وأتى ذلك بعد تأكيد قوات الدعم الاتفاق على "هدنة مخصصة لفتح ممرات إنسانية وتسهيل تنقل المدنيين".

مخاوف ومحاذير

الى ذلك، قال خالد عمر يوسف المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير ليل الإثنين: "بوساطة أميركية وتنسيق مع الحرية والتغيير تبدأ منتصف ليل اليوم هدنة لمدة 72 لأغراض إنسانية". وأضاف: "خلال هذه الهدنة سيتم حوار حول ترتيبات لوقف نهائي لإطلاق النار. الولايات المتحدة بتنسيق معنا تواصلت مع القوات المسلحة والدعم السريع".

بدوره شدد الإعلامي السوداني حسن أبو عرفات، في حديث إلى "العربي"، على ضرورة وجود آلية لمراقبة مفاعيل هذه الهدنة، وذلك كون الصراع المسلح بين الطرفين، تحول إلى معركة شوارع، يحاول خلالها المتقاتلون تسجيل مكاسب ميدانية إضافية. 

ورأى أبو عرفات أنه ورغم الضغط الأميركي، فإن الهدنة تحتاج لرعاية بمروحة إقليمية أكبر، مشيرًا إلى أنه وبغياب آليات المراقبة لهذه الهدنة فقد لا يصمد وقف إطلاق النار طويلًا.

ومنذ اندلاع المعارك في الخرطوم ومدن أخرى في 15 أبريل/ نيسان، قتل أكثر من 420 شخصًا وأصيب زهاء أربعة آلاف، ونزح عشرات الآلاف في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود، وانقطاع في التيار الكهربائي، وتراجع حاد في القدرة على توفير الخدمات الصحية.

ما بعد مرحلة "إجلاء الرعايا"

وأتى إعلان اتفاق وقف النار بعد تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن العنف في السودان قد "يمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها".

وقال غوتيريش أمام مجلس الأمن إن الوضع في السودان "يواصل التدهور"، مشددًا على ضرورة "أن تتوقف أعمال العنف". وأضاف: "إنها تهدد بحريق كارثي داخل السودان قد يمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها".

وجاء ذلك بعدما تسارعت منذ عطلة نهاية الأسبوع، عمليات إجلاء آلاف الرعايا والدبلوماسيين الأجانب بمختلف وسائل النقل البري والبحري والجوي.

غير أن الأمم المتحدة أعلنت أمس الإثنين الإبقاء على عدد من موظفيها في السودان وعلى رأسهم المبعوث الخاص للأمين العام فولكر بيرتيس، فيما وصل 700 من موظفيها وموظفي السفارات والمنظمات غير الحكومية إلى ميناء بورتسودان بشرق السودان لإجلائهم.

وباتت مغادرة الخرطوم هاجسًا يؤرق سكانها البالغ عددهم خمسة ملايين، في ظل انقطاع الكهرباء ونقص المؤن. وحذرت الأمم المتحدة من أنه "في حين يفرّ الأجانب القادرون على ذلك، يزداد تأثير العنف على الوضع الإنساني الحرج أساسًا في السودان".

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة