يتوّج الملك تشارلز الثالث في السادس من مايو/ أيار الجاري في كاتدرائية وستمنستر في لندن، إلى جانب زوجته كاميلا، بعدما خلف والدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية.
تشارلز الذي عُرف، وفق إعلان كلارنس هاوس في نهاية الصيف الماضي، باسم الملك تشارلز الثالث، خالف الكثير من التوقعات التي رشحت اختياره اسمًا آخر مع اعتلائه العرش.
وقد سلط الاختيار الضوء ليس فقط على مستقبل التاج في عهده، بل أيضًا على ماضي من حمل اسمَي تشارلز الأول والثاني، اللذين تورد صحيفة "واشنطن بوست" أنهما واجها أوقاتًا عصيبة.
وتشرح أن الأول قُبض عليه في حرب أهلية وقطع رأسه، فيما أمضى الثاني العقد الأول من حكمه في المنفى.
الملك تشارلز الأول
وُلد تشارلز الأول في اسكتلندا عام 1600، كان ثاني ملوك أسرة "ستيوارت"؛ ابن جيمس الأول وآن من الدنمارك.
حكم بين عامَي 1625 و1649. ولم يكن من المخطط أن يخلف والده جيمس الأول، إلا أن وفاة شقيقه البكر بصورة مفاجئة جعلته الأول في ترتيب الخلافة.
هكذا، عندما توفي والده أصبح ملكًا وكان حينها في منتصف العشرينيات. وبحسب الموقع الرسمي للعائلة المالكة البريطانية، فقد عانى تشارلز الأول طوال فترة حكمه من الجدل والخلافات ما أدى في نهاية المطاف إلى اندلاع حروب أهلية.
ويشير الموقع إلى أن الحروب الأهلية كانت في الأساس مواجهات بين النظام الملكي والبرلمان حول تعريف سلطات الملكية وسلطة البرلمان، وتفاقمت هذه الخلافات الدستورية بسبب العداوات الدينية والنزاعات المالية.
ولعلّ ما "زاد الطين بلة"، وفق المصدر نفسه، زواجه من الفرنسية "الكاثوليكية الرومانية" هنريتا ماريا.
وفي يناير/ كانون الثاني من عام 1949 اتُهم تشارلز الأول بالخيانة العظمى، وحُكم عليه بالإعدام وقطع رأسه.
وتورد صحيفة "واشنطن بوست"، أن العاهل الراحل طلب قميصًا إضافيًا في الطريق إلى إعدامه الذي تم في يوم بارد، وهو ما عزاه المؤرخ تشارلز كارلتون إلى عدم رغبة الرجل بأن يراه أحد الشهود وهو يرتجف من البرد فيعتقد أنه يرتجف خوفًا.
الملك تشارلز الثاني
عندما علم تشارلز الثاني بشأن إعدام والده كان في هولندا. ولتجنب خلافته تلقائيًا صدر قانون في نهاية يناير يحظر إعلان ملك آخر.
من جانبها، أعلنت اسكتلندا تشارلز ملكًا، في حين كانت إنكلترا أصبحت جمهورية يتولى قيادتها البروتستانتي أوليفر كرومويل.
وهذا الأخير هزم تشارلز عندما غزا إنكلترا مع جيش اسكتلندي في عام 1651، فهرب الثاني مرة أخرى إلى المنفى. ولم ينصّب ملكًا إلا في عام 1660، بعد أحد عشر عامًا من الحكم البرلماني.
وبحسب "بي بي سي"، شهدت السنوات الأولى من عهد تشارلز الثاني انتشار الطاعون في 1665 وحريق لندن في عام 1666، وحربًا مع هولندا انتهت بانتصار الهولنديين.
واستمرت الخلافات مع البرلمان في عهد تشارلز الثاني. فقام بحله في عام 1681، وحكم بمفرده حتى وفاته بعد إصابته بجلطة دماغية.
رحل تشارلز في عام 1685، ولم يكن لديه أبناء شرعيون، فخلفه شقيقه جيمس الثاني.
وتورد "بي بي سي" أن تشارلز الثاني "اعتنق الكاثوليكية على فراش الموت"، مع العلم أنه كان وقع قبل 15 عامًا معاهدة سرية مع ملك فرنسا لويس الرابع عشر تقضي بتحوله إلى الكاثوليكية ودعم الفرنسيين ضد الهولنديين، مقابل الحصول على إعانات.
