الأربعاء 2 أكتوبر / October 2024

محاكمة ترمب.. "نقطة التقاء نادرة" بين الديمقراطيّين والجمهوريّين

محاكمة ترمب.. "نقطة التقاء نادرة" بين الديمقراطيّين والجمهوريّين

شارك القصة

محامي ترمب: سنطعن في جواز محاكمة رئيس سابقب الكوتغرس بعد تركه المنصب
اعتبر ترمب بعد تبرئته أن حركته السياسية قد "بدأت للتو" (غيتي)
يرى الديمقراطيون أن التصويت لإدانة ترمب بالتحريض على تمرد 6 يناير يشكّل الطريقة المثلى لإبعاده، فيما يريد الجمهوريون اجتياز المحاكمة بأسرع ما يمكن وبدون ألم قدر الإمكان.

تتّجه كلّ الأنظار إلى الولايات المتحدة عشيّة انطلاق محاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الثانية له منذ وصوله إلى البيت الأبيض، في ظلّ استقطابٍ سياسيّ واسع، ووسط ترقّب لأيّ "مفاجآت" يمكن أن تحملها.

لكن، وبخلاف ما يُعتقد من "تشنّج" يسبق المحاكمة ويحيط بها، بالنظر إلى الانقسام التقليديّ بين الحزبين النافذين في الولايات المتحدة، الديمقراطيّ والجمهوريّ، ثمّة من يرى في المقابل، أنّ هذه المحاكمة قد تشكّل "نقطة التقاء نادرة" بين الديمقراطيّين والجمهورييّن.

وبحسب تقريرٍ لموقع "بوليتيكو" الأميركيّ، فإنّ هناك "توافقًا ضمنيًا" بين معظم أعضاء مجلس الشيوخ على "عبور" المحاكمة بأقلّ الأضرار، لتجاوز المرحلة "الترمبية" إن جاز التعبير، وإن كانوا يختلفون على "التفاصيل"، حيث تبقى للجمهوريين حسابات خاصة تتعلق بكون ترمب شخصية مؤثرة في القاعدة الجماهيرية للحزب.

ويرى الديمقراطيون أن التصويت لإدانة ترمب بالتحريض على تمرد 6 يناير/ كانون الثاني ومنعه من تولي المنصب مرة أخرى هي الطريقة المثلى لإبعاد الرجل.

ويوافق بعض الجمهوريين على هذا المنطق ولو سرًا، ولا سيما أولئك القلقين من استمرار سيطرة ترمب الخانقة على الحزب الجمهوري، وفقًا للتقرير نفسه.

نبذ ترمب

بالنسبة إلى الديمقراطيين، فإن إعادة سرد أحداث اقتحام أنصار ترمب للكونغرس هي الخيار الأفضل لنبذ ترمب بشكل أكبر بالنظر إلى أن الإدانة أمر مستبعد للغاية.

ويقول السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال: "إن أحد أقوى أسباب المحاكمة هو البث العلني لخطأ ترمب ونواياه الإجرامية".

من جهتها، تعتقد السيناتور الديمقراطية إليزابيث وارن أن هذه المحاكمة "ستخبرنا عما إذا كان الحزب الجمهوري يريد المضي قدمًا". ويرى السيناتور الديمقراطي كريس مورفي أن فكرة أن الجمهوريين في الكونغرس "يكرهون ترمب سرًا هي خيال جزئي".

ومن جهة أخرى، يشعر الكثيرون في الحزب بالقلق من أن محاكمة هذا الأسبوع ستشتت الانتباه عن أجندة الرئيس جو بايدن التشريعية والحاكمة، وبالتالي عن اهتمامات الشعب الأميركي.

اجتياز المحاكمة

في المقابل، لا يريد الجمهوريون إجراء محاكمة لرئيس سابق في المقام الأول، بحجة أنها ليست ممارسة دستورية لسلطة مجلس الشيوخ، وهو موقف قانوني متنازع عليه يدعم استراتيجية ترمب للدفاع ضد اتهام مجلس النواب بأنه حرّض عمدًا على التمرد في مبنى الكابيتول. 

وبحسب تقرير "بوليتيكو"، يريد الجمهوريون اجتياز المحاكمة بأسرع ما يمكن -وبدون ألم- قدر الإمكان. بصرف النظر عن الجدل بأن الإجراءات غير دستورية، وهم لم يقدموا دفاعًا جوهريًا عن تصرفات ترمب، بل قال العديد منهم علانية: "إنهم يعتقدون أن خطاب ترمب كان طائشًا وغير مسؤول".

تخوف حزبي

ويرى عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون نتيجة المحاكمة، التي تبدأ يوم الثلاثاء، على أنها انعكاس لجدوى ترمب وتأثيره في الحزب الجمهوري للمضي قدمًا.

ويعتقدون أن الإدانة، التي تتطلب دعم ما لا يقل عن 17 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، ستشجع ترمب وتثير غضب قاعدته بطريقة تضر بالحزب في عامي 2022 و 2024.

ويتوقع السناتور ليندسي غراهام، أحد المقربين من ترمب الذي ساعده في تنظيم فريق دفاعه أن يحصد الرئيس السابق البراءة، ويتوقع كما آخرون ألا ينضم العدد الكافي من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى الديمقراطيين في التصويت لإدانة ترمب، لا سيّما بعد أن صوّت 45 من أصل 50 جمهوريًا في الغرفة الشهر الماضي على إعلان أن مجلس الشيوخ ليس لديه ولاية قضائية على الرئيس السابق.

الحاجة للزعيم

ويورد تقرير "بوليتيكو" أن حلفاء ترمب يخشون المحاكمة بالفعل؛ فقد تؤدي مناقشة عامة لأحداث الكونغرس إلى إلحاق الضرر بترمب لفترة طويلة. والحقيقة أن بعضًا من ثروات الجمهوريين السياسية تعتمد على مشاركة ترمب المستمرة في الحزب، فهو يؤثر على قاعدة الحزب الجمهوري، وبالتالي قد يدفع غياب اسمه عن بطاقة الاقتراع بخسارة مرشحي الحزب لأصوات الجمهوريين.

تابع القراءة
المصادر:
بوليتيكو
تغطية خاصة
Close