في حالة الحرب، تغيب مظاهر الحياة ويصبح الصراع من أجل النجاة الشغل الشاغل للعائلات وأطفالها، وهذا هو حال قطاع غزة الذي يرزح منذ أيام تحت العدوان الإسرائيلي.
فمع سقوط عشرات الضحايا بين شهيد وجريح، شلّت الحركة في جميع أنحاء قطاع غزة المحاصر إلا من سيارات طواقم الإسعاف، وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها حتى انتهاء حاله الطوارئ.
واجبات مدرسية رغم القصف
ورغم أن أطفال غزة يعيشون في حالة رعب مستمرة بسبب القصف الإسرائيلي الذي يستهدف الأحياء السكنية، ورغم انقطاع التيار الكهربائي، تفاجئ أهالي طلاب مدارس وكالة "الأونروا" بتوجيهات من المعلمين تطالب الأطفال بتسليم واجباتهم المدرسية عبر المنصة الإلكترونية للتعلّم عن بعد.
وأثارت هذه التوجيهات حفيظة الأهالي الذين احتجوا على استمرار العملية التعليمية، دون مراعاة ظروف الأطفال الذين يعيشون حالة خوف وظروف نفسية صعبة جراء القصف الإسرائيلي المستمر.
هذا الاستياء، عبّر عنه سامر العمودي المعروف على تيك توك بـ"يوميات أبو سمير" والذي توجّه برسالة مصوّرة إلى معلّمي وإدارة وكالة "الأونروا" للتعبير عن احتجاجه على استمرار العملية التعليمية أثناء العدوان قائلًا: "نحن لسنا في نزهة.. ما يحصل ليس من صنع الفوتوشوب.. هذه حرب قائمة".
@abosameer_2022منصة شو وتعليم عن بعد شو الدنيا حرب
♬ الصوت الأصلي - يوميات ابوسمير
استياء الأهالي
كما ردّد رسالة الاحتجاج صداها كثيرون من فلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينهم إلهام غالي والدة أحد الأطفال التي استنكرت إرسال المعلمّة واجبات مدرسية، وأوراق عمل للرياضيات واللغة العربية، وغيرها من المواد الدراسية.
في المقابل، تقول هبة أنور إنّ سبب التكليفات المدرسية يعود إلى توظيف مدارس الوكالة لمعلمين بعقد عملٍ يومي، وإذا توقفوا عن متابعة عمل الطلاب فسيتم بالتالي خصم رواتبهم.
أما ولاء فاستنكرت كاتبة: "فعلًا الدنيا حرب وهم يرسلون واجبات مدرسية، وشرح، ومنصات تعليمية.. هذا بكثير، بالكاد تتحمل قلوبهم.. الله يفرجها".