الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

31 شهيدًا منذ بداية العدوان على غزة.. جهود للتهدئة وسط تصعيد إسرائيلي

31 شهيدًا منذ بداية العدوان على غزة.. جهود للتهدئة وسط تصعيد إسرائيلي

شارك القصة

نافذة ضمن "العربي" تسلط الضوء على أهداف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومآلات التصعيد المستمر (الصورة: غيتي)
ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 31 شهيدًا بينهم أطفال فيما ردت فصائل المقاومة بعشرات الصواريخ وسط جهود إقليمية للتهدئة.

واصلت إسرائيل تصعيد عداونها على قطاع غزة، اليوم الجمعة لليوم الرابع على التوالي، وهو العدوان الأعنف منذ أشهر، حيث تسبب باستشهاد 31 فلسطينيًا في القطاع، فيما قتل شخص في إسرائيل جراء رد فصائل المقاومة الصاروخي.

وتتواصل الجهود سعيًا الى وضع حد للتصعيد الأعنف منذ أغسطس/ آب 2022، وسط دعوات إلى التهدئة أطلقتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وتجري في مصر مناقشة "الصيغة النهائية لوقف لإطلاق النار" حسب مصدر في حركة الجهاد الإسلامي التي استُهدِفت منذ الثلاثاء بضربات جوية إسرائيلية مكثفة. لكن الجيش الإسرائيلي أعلن قبيل منتصف الليل أنه يواصل قصف "أهداف" لهذه الحركة.

"عدم التوصل إلى اتفاق"

من جانبه، أكّد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إحسان عطايا لـ"العربي"، عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

وأشار عطايا إلى أنّ رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد محمد الهندي لا يزال موجودًا في القاهرة لإجراء مباحثات بشأن التهدئة التي تسعى القاهرة التوصل إليها في القطاع.

وقال: إنّ "جوهر المشكلة الأساسية تكمن في ارتكاب العدو الصهيوني مجزرة بحق قادة الجهاد الإسلامي"، مضيفًا أن "الحركة استطاعت أن ترسخ وتثبت معادلة القوة التي أرستها منذ سنوات بالرد على الاغتيالات بقصف تل أبيب وعمق كيان الاحتلال وتدفيعه الثمن الباهظ على عدوانه وإجرامه".

إسرائيل تقتل الأطفال

ومنذ بدء العدوان الأخير الثلاثاء، استشهد 31 فلسطينيًا بينهم خمسة قياديين في حركة الجهاد وعدد من الأطفال والمدنيين، وفق وزارة الصحة في القطاع، بينما قتل إسرائيلي واصيب آخران على الأقل بصاروخ أطلق من القطاع أمس الخميس، حيث أعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان "وفاة شخص" بعد سقوط صاروخ على مبنى في مدينة رحوفوت قرب تل أبيب.

والخميس، استهدفت غارات جوية إسرائيلية قياديين في الجهاد الإسلامي هما علي غالي وأحمد أبو دقة، الأمر الذي أكدته الحركة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "استهدفنا اليوم قائد القوة الصاروخية لمنظمة الجهاد الإسلامي في غزة. وقبل وقت قصير استهدفنا نائبه". وأضاف نتنياهو: "كل من سيؤذينا، سيدفع الثمن".

واستنادًا إلى الجيش الإسرائيلي، أُطلِق 620 صاروخًا من قطاع غزة على إسرائيل منذ الأربعاء، اعترضت منظومة القبة الحديد 179 منها.

والخميس، قال الجيش إنه شن غارات على 191 هدفًا في قطاع غزة. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه أصدر تعليمات للمؤسسة الأمنية "باتخاذ كل الإجراءات الضرورية للتحضير، والإبقاء على الاستعداد لاحتمال زيادة النيران".

"ضرب وحدة المقاومة"

من جانبه قال إبراهيم المدهون، المحلل السياسي الفلسطيني، خلال حديث إلى "العربي"، إن ما يقلق الحكومة الإسرائيلية حاليًا هي وحدة الجبهات الفلسطينية، على غرار ما حصل العام الماضي حيث تحركت ثلاث جبهات ضدها. 

وأفاد المدهون، بأنه وبعد الإرباك الذي أصاب إسرائيل العام الماضي، يحاول اليوم جيشها ضرب الوحدة الميدانية في جبهة فصائل المقاومة، من خلال الاستفراد بالفصائل، على غرار استهدافه "الجهاد الإسلامي" دون غيره الآن، لفرض معادلات جديدة على الشعب الفلسطيني، سواء لدى اقتحامه الأقصى، أو فرض قيود جديدة على الأسرى دون أن يقابلها أي تحرك. 

وشدّدت حركة الجهاد على أنّ "الاغتيالات الإسرائيليّة لن تمرّ مرور الكرام"، مضيفة أن "كلّ الخيارات مطروحة على طاولة المقاومة".

وأشار المدهون في حديثه، إلى أن قطاع غزة يضم اليوم أكثر من 50 ألف مقاتل فلسطيني، وهو في المنظور الثوري عمل متقدم جدًا، لذا فإن إسرائيل تتعمد تقسيم فصائل المقاومة، من خلال استهداف فصيل دون غيره، بعد يأسها من خلال حروبها على غزة من تفكيك الوحدة بين جميع تلك القوى. 

نداءات دولية

وفي الجهود الدولية، دعت الولايات المتحدة أمس الخميس جميع الأطراف المعنيين إلى ضمان "تفادي مقتل المدنيين، وخفض العنف"، فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه "يتابع بقلق التصعيد الخطير في غزة وإسرائيل".

إلى ذلك، دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الخميس إلى هدنة فورية.

وقال بوريل في بيان: "نحض على وقف نار فوري وشامل يُنهي العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وإطلاق الصواريخ الحالي على إسرائيل، وهو أمر غير مقبول"، داعيًا إلى "احترام القانون الدولي الإنساني".

ودعا وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا ومصر والأردن الخميس إلى وضع حد لأعمال العنف بين إسرائيل والفصائل في غزة، حسب بيانهم المشترك.

وأعرب وزراء الخارجية في البيان عن "قلقهم البالغ" إزاء التصعيد. وتابعوا: "نحضّ على وقف فوري وشامل لإطلاق النار يضع حدًا للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولإطلاق الصواريخ عشوائيًا على إسرائيل"، مشيدين بالجهود التي تبذلها مصر من أجل وقف القصف.

وأفاد مصدران متطابقان في الجهاد الإسلامي وحماس لوكالة "فرانس برس" بأن مصر أجرت اتصالات "مكثفة ومثمنة" مع الحركتين "وأبلغتنا أنها أجرت اتصالات مع الجانب الإسرائيلي وطلبت وقفًا فوريًا لإطلاق النار والعودة للهدوء. وحتى الآن لا يوجد اتفاق للتهدئة".

وقال مصدر في الجهاد الإسلامي لفرانس برس إن رئيس الدائرة السياسية في الجهاد محمد الهندي سيلتقي في القاهرة مع مسؤولين في جهاز المخابرات العامة.

وصرّح مسؤول إسرائيلي فضل عدم كشف هويته بأن جهودًا مصرية تبذل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مضيفًا "سنجري تقييمًا للأوضاع بناء على الأفعال على أرض الواقع وليس على البيانات"، بحسب وكالة "فرانس برس".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close