الخميس 19 Sep / September 2024

بسبب تراجع الطلب.. سعر الغاز الطبيعي الأوروبي يبلغ أدنى مستوياته منذ عامين

بسبب تراجع الطلب.. سعر الغاز الطبيعي الأوروبي يبلغ أدنى مستوياته منذ عامين

شارك القصة

تقرير سابق يتناول تعهّد الولايات المتحدة بتصدير كميّات كافية من الغاز الطبيعي إلى أوروبا (الصورة: غيتي)
تراجع الطلب على الغاز الطبيعي المستخدم للتدفئة بشكل رئيسي مع ارتفاع درجات الحرارة وامتلاك الأسواق الأوروبية مخزونات مريحة.

تستمر أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي بالتراجع حيث بلغت الخميس أدنى مستوى منذ عامين بسبب تراجع الطلب مع ارتفاع درجات الحرارة وامتلاك الأسواق الأوروبية مخزونات مريحة. 

وتم تداول العقود الآجلة للغاز الهولندي (تي تي إف) الذي يعد المرجع الأوروبي بـ30,09 يورو لكل ميغاواط في الساعة قرابة الساعة 16,00 بتوقيت غرينتش، بعيد وصوله إلى 29,69 يورو لكل ميغاواط في الساعة. ولم يسجل هذا السعر منذ يونيو/ حزيران 2021.

كما بلغ سعر الغاز البريطاني 67،71 بنسًا للوحدة الحرارية، بانخفاض بنسبة تتجاوز 63% منذ بداية العام، مسجلًا أدنى مستوياته الخميس منذ يونيو/ حزيران 2021. 

وفي الولايات المتحدة انخفض سعر الغاز بأكثر من 43% منذ بداية 2023.

تراجع الطلب على الغاز

ويُعد الطلب على التدفئة السبب الرئيسي لاستهلاك الأفراد للغاز. وقد نقلت وكالة "فرانس برس" عن المحلل في "إر بي سي كابيتال ماركتس" بيراج بورخاتاريا قوله إن "الشتاء المعتدل، وصادرات الغاز الطبيعي المسال بمستويات غير مسبوقة من الولايات المتحدة، وطلب القطاع السكني والصناعة غير المرتفع أدى إلى تراجع أسعار الغاز الأوروبي".

ولفت المحلّل لدى شركة "أس أي بي" بيارن شيلدروب إلى أن "الاحتباس الحراري يقلل الطلب على الغاز للتدفئة"، مؤكدًا أن مستويات التخزين في أوروبا "قريبة من المستويات القياسية خلال هذه الفترة من السنة". وستتمكن أوروبا من إعادة تعبئة خزاناتها قبل الشتاء المقبل.

وقد أدّى تراجع أسعار الطاقة، الغاز والنفط أيضًا، إلى خفض معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو من نوفمبر/ تشرين الثاني إلى مارس/ آذار، لكنه عاد وارتفع قليلاً مسجلاً نسبة 7% في أبريل/ نيسان.

آلية أوروبية لمواجهة أزمة الغاز

وكان الاتحاد الأوروبي قد أطلق الأسبوع الماضي أول مناقصة دولية لشراء الغاز بشكل جماعي، من أجل الحصول على أسعار أفضل لتجديد المخزون قبل شتاء 2023-2024.

وهذه الآلية هي جزء من إجراءات اتخذتها الدول السبع والعشرون للاستجابة لأزمة الطاقة الناجمة عن ارتفاع أسعار الغاز بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، وانخفاض إمدادات الغاز الروسي بشكل كبير. ورد 25 من موردي الغاز على هذا الطلب حتى الآن.

وستجنب "المشتريات الجماعية" الأوروبية الوضع الذي كان سائدًا في صيف عام 2022 ، عندما هرعت الدول والشركات إلى سوق الغاز في الوقت عينه لملء مخزونها، ما أدّى إلى ارتفاع الأسعار.

وفي أبريل/ نيسان الماضي، تعهّدت واشنطن بتصدير أكثر من 50 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي للاتحاد الأوروبي العام الجاري.

وكان سعر الغاز الأوروبي قد بلغ مستويات قياسية مرتفعة عند 345 يورو في مارس/ آذار، بعد وقت قصير من الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/ شباط العام الماضي.

تقليل الاعتماد على الغاز الروسي

ومنذ ذلك الوقت، بذلت أوروبا جهودًا لملء احتياطياتها لتقليل اعتمادها على روسيا قدر الإمكان، حيث سعت إلى تأمين مصادر بديلة للإمداد، ودعت إلى اجتماعات أزمة، وإلى تقليل استهلاك الطاقة. وبذلك تمكنت أوروبا من خفض اعتمادها على الغاز الروسي بنسبة كبيرة.

وبحسب تقديرات محللي "دي إن بي" كانت روسيا تؤمن حوالي 40% من واردات الغاز الأوروبية قبل حربها على أوكرانيا، لكن تلك النسبة تراجعت إلى أقل من 10% حاليًا. 

فقد خفضت روسيا إمداداتها من الغاز للاتحاد الأوروبي في 2022 إلى أقل من النصف وباتت خطوط أنابيب الغاز شبه مغلقة في 2023. وكانت موسكو قد أبدت استعدادها لاستئناف إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب يامال-أوروبا.

كما أقرّ الاتحاد الأوروبي الحدّ الأقصى لأسعار الغاز في الاتحاد بقيمة 180 يورو لكل ميغاواط في الساعة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لكن الكرملين اعتبر الأمر غير مقبول وأن سقف الاتحاد الأوروبي لأسعار الغاز يعد هجومًا على آلية تحديد السوق للسعر. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close