أكد ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفين كون فون بورغسدورف، اليوم الأربعاء، أنّ الاستيطان الإسرائيلي بالضفة الغربية بكل أشكاله "مخالف للقانون".
وزار وفد دبلوماسي أوروبي مؤلف من 20 قنصلًا وسفيرًا من الاتحاد الأوروبي بلدتي سبسطية وبرقة قرب نابلس شمالي الضفة، للاطلاع على تطوّرات الأوضاع بعد قرار إسرائيلي بإعادة ترميم حديقة في سبسطية، في أكبر مشروع تهويدي تشهده المدينة.
وكانت حكومة الاحتلال صادقت على تخصيص نحو 10 ملايين دولار للاستيلاء على موقع حديقة سبسطية الأثري. ووفقًا للمقترح، ستقوم ما تسمّى "سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية" ببلورة خطة إعمار وترميم خلال 60 يومًا، بما في ذلك إقامة مركز سياحي يهودي في المكان.
كما يتضمّن شقّ شارع التفافي داخل المنطقة الأثرية ووضع شباك وسياج وكاميرات حماية وبرج عسكري داخل المنطقة الأثرية، إضافة إلى التنقيب عن الآثار.
وشرح مراسل "العربي" أنّ حكومة الاحتلال تنوي تقسيم سبسطية إلى منطقتين "ب" و"ج"، بحيث يتمّ الاستيلاء على 100 دونم من أراضي المنطقة في المرحلة الأولى.
"مخالفة للقانون الدولي"
وقال بورغسدورف في تصريحات للصحافيين، إنّ "شرعنة عودة المستوطنين إلى المستوطنات التي أُخليت شمالي الضفة، مخالف لقرارات المحكمة العليا الإسرائيلية وللقانون الدولي"، مؤكدًا أنّ "الاستيطان بكل أشكاله مخالف للقانون".
وأضاف: "على إسرائيل التوقّف عن مثل هذه الإجراءات والقرارات، والتوقّف عن العنف، ومنع اعتداءات المستوطنين المرفوضة بالنسبة إلينا".
وشدّد على أنّ "إسرائيل كقوة احتلال، عليها حماية الفلسطيني من هذه الإجراءات".
هدم ومصادرة 49 منزلا خلال أسبوعين.. سلطات الاحتلال تمضي قدمًا في سياسة هدم منازل الفلسطينيين#العربي_اليوم #فلسطين pic.twitter.com/kDEfmxnWqz
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 23, 2023
وفي مارس/ آذار الماضي، صادق الكنيست الإسرائيلي على إلغاء ما يُعرف بـ"قانون فكّ الارتباط"، الذي يسمح للمستوطنين بالعودة إلى أربع مستوطنات في الضفة الغربية أُخليت عام 2005، بينها مستوطنة حومش على أراضي بلدة برقة.
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي: "زرت سبسطية قبل سنوات، حيث تضم آثارًا تاريخية وحضارية؛ وللأسف بعد كل هذه السنوات، أصبح الوضع أكثر سوءًا، وهناك الكثير من التحديات التي تُواجه المجتمع المحلي في سبسطية جراء الآثار المترتبة على الاحتلال الإسرائيلي".
وأكد أنّ "سبسطية أرض فلسطينية، وإسرائيل بموجب القانون الدولي ملزمة بعدم القيام بأي إجراء مخالف"، مضيفة أنّ "أية إجراءات ومخططات إسرائيلية تتم في سبسطية هي مخالفة للقانون الدولي".
ومطلع مايو/ أيار الجاري، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" إلى التدخّل لمنع إقامة هذا المشروع الاستيطاني.
وأضاف أنّ من شأن إقامة الموقع الاستيطاني "أن يتسبّب بأضرار فادحة بالموقع التاريخي في القرية".
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية قد قالت إنّ الحكومة الإسرائيلية صادقت على اقتراح باستثمار 29 مليون شيكل (نحو 8 ملايين دولار) في تطوير الموقع الاستيطاني "بما يُتيح زيادة وصول المستوطنين وتقليص وصول الفلسطينيين".
وتنتشر في سبسطية آثار عربية وكنعانية ورومانية وبيزنطية وفينيقية وإسلامية.
وفي عهد الإمبراطورية الرومانية أوائل القرن الرابع الميلادي، كانت سبسطية مركزًا للأسقفية المسيحية، ومنذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967 خضعت للسيطرة الإسرائيلية.