يتوحّد الناس عادة في المواقف الكبرى التي لا يمكن أن تنحاز فيها للّون الرمادي، بل فقط للأبيض أو الأسود، مثل حين يتعلق الأمر بالإنسان أو الوطن على وجه الخصوص.
ففي مثل هذه المواقف نجد حينها الناس يلتفون حول علمهم وعيونهم تغلبت عليها الدموع، على مصير وطنٍ أحبوه دون شروط. وهذا ما يؤكدّه تفاعل الناس على مواقع التواصل الاجتماعي مع قصيدة مؤثّرة حول السودان ألقيت داخل طائرة ركاب.
"بكرا أحلى"
فقد فاجأ الطيار مهنّد سلامة الركاب وأبكاهم بإلقائه قصيدة وطنية من نظم شاعرٍ سوداني، تعبر عن وجعه ووجع الوطن وملايين السودانيين، وذلك بعد إعلامهم بوصولهم سالمين إلى مطار بورتسودان الدولي في رحلةٍ اعتيادية.
وقال الكابتن في إحدى الأبيات: "بكرا أحلى.. بكرا يا الخرطوم تعودي وترجع أم در لي أمانا".
وانتشرت القصيدة التي ألقاها مهند تحت عنوان "بكرا أحلى" كالنار في الهشيم على الإنترنت، حيث خطف هذا المشهد المؤثّر في سماء السودان قلوب رواد مواقع التواصل.
أزمة السودان
يذكر أنه منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، اندلعت بمدن سودانية مختلفة اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو الملقّب بـ"حميدتي".
ولم تنجح كل محاولات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحدّ من العنف المستمر، ووقف حرب راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح، معظمهم من المدنيين.