أعلنت وزارة الشؤون الدينية الجزائرية وفاة رئيس مجلس الفتوى بالجزائر وأحد قضاة ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي العلامة محمد الطاهر آيت علجت، مساء الثلاثاء، عن عمر ناهز 106 سنوات بعد صراع مع المرض.
وقالت الوزارة في بيان إن "الشيخ محمد الطاهر آيت علجت رئيس اللجنة الوزارية للفتوى واللجنة الوطنية للأهلة والمواقيت الشرعية، في ذمة الله".
ودخل "آيت علجت" قبل أيام إلى مستشفى "مصطفى باشا" بالجزائر العاصمة، إثر تعرضه لوعكة صحية. وقدم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تعازيه لعائلة "آيت عجلت"، واصفًا إياه بـ"الإمام الذي أخلص في جهاده ونفع بعمله".
الجزائريون ينعون "آيت علجت" على مواقع التواصل
وأضاف: "فاضت روح فقيدنا فضيلة العلامة (...) والإمام الصالح النافع، تغمده الله سبحانه وتعالى بالرحمة والمغفرة".
وأشار إلى أن "الشعب الجزائري يودع إمامًا أخلص في جهاده ونفع بعمله (...) ودعا إلى التمسك بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وإلى قيم التسامح والتآخي".
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي وصفحات لناشطين جزائريين موجة نعي واسعة للعلامة آيت علجت.
نشاطر أهل الجزائر حزنهم وألمهم على فراق العلامة الشيخ الأصيل محمد الطاهر آيت علجت. الله ارحم شيخ الجزائر برحمتك الواسعة، إنا لفراقك - والله - لمحزونون. إنا لله وإنا إليه راجعون.. pic.twitter.com/i6nzvz7Z8u
— د. علي القره داغي (@Ali_AlQaradaghi) June 14, 2023
وولد آيت علجت عام 1917 بمنطقة تمقرة بولاية بجاية (شرق)، وحفظ القرآن بزاوية جده، فيما التحق بالثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي بين (1954-1962).
وتم تعيينه، خلال التحاقه بالكفاح المسلح، "قاضيًا" ضمن صفوف جيش التحرير بالمنطقة الثالثة التي كانت تتبع لها كتائب الثوار عبر عدة ولايات وسط البلاد (بمنطقة القبائل).
وفي أواخر عام 1957، سافر آيت علجت بطلب من قيادة الثورة إلى طرابلس الليبية، حيث شغل آنذاك منصب عضو في مكتب جبهة التحرير الوطني هناك، لحشد الدعم للكفاح المسلح من الخارج.
وبعد الاستقلال 1962، عاد آيت علجت إلى الجزائر وعمل مدرسًا بالجزائر العاصمة إلى جانب نشاطاته الدعوية والتأليف ورئاسة اللجنة الحكومية للفتوى إلى غاية وفاته.