فر عشرات الآلاف من السودانيين غالبيتهم من الأطفال والنساء من إقليم دارفور بحثًا عن ملاذ آمن للنجاة بحياتهم.
وعند الحدود التشادية تجمعوا في انتظار انفراجة لوضعهم بعدما حول الاقتتال المتواصل منذ شهرين بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، مدنهم إلى دمار هائل وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن ألف شخص وأجبر ما يزيد عن مليوني ومئتي ألف شخص قسم كبير منهم من الأطفال على النزوح.
لكن يبدو المشهد الأكثر سوداوية في إقليم غرب دارفور، الإقليم المُحاصر أصلًا بحروب قبلية ضاربة جذورها في القدم. فمدينة الجنينة التي لم يبق لها من اسمها نصيب خلت عن عروشها وصارت كتلة من الرماد المحترق.
"كابوس لا ينتهي"
إلى ذلك تتردد أصداء فظائع مرتكبة هنا وهناك دوليًا وليس أولها اغتيال والي دارفور خميس أبكر ومنها ما يتعرض له سكان الإقليم على يد قوات الدعم السريع، على ما تقول واشنطن.
كما يوضح مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث أنهم في الإقليم "يعشيون في كابوس لا ينتهي" ويحذر من كارثة جديدة ويطالب العالم بمنع وقوعها.
الخارجية الأميركية تدين انتهاكات حقوق الإنسان و"العنف المروع" في #السودان#أميركا pic.twitter.com/5TcUFqPwND
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 16, 2023
وقد دفعت التقارير القادمة من الإقليم واشنطن للتنديد بما وصفته بأعمال عنف مروعة ووجهت أصابع لاتهام إلى عناصر من قوات الدعم السريع.
ويقول المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ملير: إن المجموعات المسلحة التابعة للدعم السريع ارتكبت عمليات اغتصاب وعنف جنسي.
وهو مشهد يحيله الأميركيون إلى أحداث سابقة عام 2004، في تذكير مشؤوم دفع الولايات المتحدة آنذاك إلى الإقرار بحدوث إبادة جماعية في دارفور.