يعتقد الفارون من جحيم الحرب القبلية الجديدة في غرب دارفور، التي ولدت من رحم صراع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان على السلطة في السودان، أنهم قد وصلو إلى بر الأمان.
لكن حين يصلون إلى قفار شرق تشاد يقع الهاربون من الموت في فخ صراع جديد مع السكّان المحليين في واحد من أفقر بلدان القارة الإفريقية.
هي حرب وقودها الحطب والماء وقد احتدمت مجددًا وسط قفار شحت مواردها وضحاياها معظمهم من النساء الهاربات من العنف القبلي في غرب دارفور.
ويتهم الهاربون إلى تشاد قوات حميدتي بشن حرب تطهير عرقية شبيهة بتلك التي حدثت في رواندا في تسعينات القرن الماضي. وأدت حرب دارفور السابقة قبل عشرين سنة إلى فرار نحو نصف مليون من القبائل السودانية من أصول إفريقية إلى الحدود الشرقية لتشاد.
روايات مفزعة
ووسط هذه الظروف، لا تغامر اللاجئات السودانيات بالابتعاد كثيرًا عن مخيمهن في منطقة كوكو أنغرانا للبحث عن الحطب أو جلب الماء من مناطق السكان المحليين بعد تسجيل حوادث عنف واغتصاب كثيرة وثقتها المنظمات الإغاثية.
ويعيش في تشاد نحو 42% من السكان تحت خط الفقر بأقل من دولارين في اليوم الواحد. وبغضب ينظر التشاديون إلى اللاجئين الجدد باعتبارهم يمثلون تهديدًا لمواردهم المحلية الشحيحة. كما يحسدونهم أكثر لأن المنظمات الإغاثية الدولية تدعمهم بالمساعدات.
ما هي أبرز الثروات الطبيعية والحيوانية التي يضمها إقليم #دارفور؟ #السودان pic.twitter.com/awUbdDwQmj
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 15, 2023
وهناك روايات مفزعة كثيرة بألسن نسوة مخيم كوكو أنغرانا و13 مخيمًا غيره خصص للاجئين السودانيين في أقاليم مختلفة على الحدود بين تشاد والسودان.
وهي المناطق التي خرج منها تاجر الإبل والذهب حميدتي وما يزال صاحب سطوة عابرة للحدود السودانية حيث كانت بدايته مع الثروة والنفوذ. وهي المناطق نفسها التي تهرب إليها اليوم القبائل السودانية من أصول إفريقية.