الأحد 10 نوفمبر / November 2024

هدوء "حذر" مع بدء سريانها.. هل تصمد هدنة الـ72 ساعة في السودان؟

هدوء "حذر" مع بدء سريانها.. هل تصمد هدنة الـ72 ساعة في السودان؟

شارك القصة

أميركا والسعودية تعلنان عن اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لمدة 72 ساعة (الصورة: غيتي)
هدأت الاشتباكات في العاصمة الخرطوم وسائر مدن السودان في ساعة مبكرة من صباح الأحد في أعقاب معارك وضربات جوية خلال الليل وذلك مع بدء سريان وقف إطلاق النار.

مع الساعات الأولى لبدء هدنة جديدة تم الاتفاق عليها وتستمر 72 ساعة، يسود الهدوء "الحذر" أجواء العاصمة السودانية الخرطوم، صباح الأحد، مع توقف الاشتباكات بين الجيش وقوات "الدعم السريع".

ونقلت وكالة رويترز عن شهود قولهم: إنّ الاشتباكات هدأت في العاصمة السودانية الخرطوم في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد في أعقاب معارك وضربات جوية خلال الليل وذلك مع بدء سريان وقف إطلاق النار.

وفي مدينة أم درمان غربي الخرطوم، قال شهود لوكالة "الأناضول" إن المدينة تشهد استقرارًا كبيرًا، حيث تغيب الأصوات المعتادة لقصف مدفعي أو مضادات طيران.

وحصل الأمر نفسه في مدينة بحري شمالي الخرطوم التي شهدت توقفًا تامًا لجميع أشكال العنف.

وتسببت المعارك في مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص وإصابة ما يزيد عن ستة آلاف آخرين، وفقًا لوزارة الصحة، بالإضافة إلى نزوح أكثر من 2.2 مليون داخل وخارج السودان الذي يعد إحدى أفقر دول العالم، بحسب الأمم المتحدة.

هدنة لتسيير النواحي الإنسانية

وأعلنت السعودية والولايات المتحدة، في بيان مشترك، مساء أمس السبت، اتفاق الجيش السوداني و"الدعم السريع" على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة يبدأ في السادسة من صباح الأحد بالتوفيق المحلي وينتهي في الساعة نفسها من صباح الأربعاء.

وأكد البيان أن الطرفين تعهدا أنهما "سيمتنعان عن التحركات والهجمات واستخدام الطائرات الحربية أو الطائرات المسيرة أو القصف المدفعي أو تعزيز المواقع أو إعادة إمداد القوات"، وسيسمحان "بحرية الحركة وإيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان".

وفي بيان أصدره فجر اليوم الأحد، أعلن الجيش السوداني موافقته على مقترح الهدنة "لتيسير النواحي الإنسانية لمدة 72 ساعة"، متوعّدًا في الوقت نفسه بأنه سيتعامل بـ"الرد الحاسم حيال أي خروقات يقوم بها المتمردون (يقصد "الدعم السريع") خلال مدة سريانها".

بدورها، أعلنت قوات "الدعم السريع"، في بيان، ترحيبها بالهدنة الجديدة، مشددة على التزامها بـ"الوقف الكامل لإطلاق النار بما يخدم أغراض الهدنة الإنسانية، لا سيما تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين، وزيارة المرافق العامة كالمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء لإصلاحها وإعادة تشغيلها".

كيفية الاستفادة من الهدنة الجديدة

ويرى المحلل والباحث السياسي السوداني محمود لعوتة أنّه من المفترض أن تؤتي هذه الهدنة ثمارها، لأنّ الناس يعانون كثيرًا بعد اتساع دائرة الحرب، وخصوصًا في إقليم دارفور الذي يعاني أكثر من الخرطوم.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من الرياض، إلى أنّ السؤال المطروح الآن يتركّز حول كيفية إعانة السكان في المناطق المتضرّرة، سواء في الخرطوم أو في إقليم دارفور، بالحدّ الأدنى خلال فترة الهدنة.

ويعرب عن اعتقاده بأن الهدن التي كانت تُعلَن في السابق، لم تكن تسمح بدخول المنظمات الإنسانية بسبب الخروقات التي كانت تحصل، مشدّدًا على وجوب تحديد نقاط معيّنة يمكن للمنظمات اعتمادها من أجل الاستفادة من هذه الهدنة.

ويعتبر أنّه من دون ذلك، فإنّ الشعب السوداني لن يستفيد من هذه الهدنة، علمًا أنّ السكان والمدنيين هم أكثر المتضررين من الحرب، وليس الجيش ولا قوات الدعم السريع.

ومنذ 6 مايو/ أيار الماضي، ترعى السعودية والولايات المتحدة محادثات بين الطرفين في مدينة جدة السعودية أسفرت عن أكثر من هدنة حدثت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات، ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات.

وسبق للجيش بقيادة البرهان و"الدعم السريع" بقيادة دقلو، أن أبرما، وفي غالب الوقت بوساطة سعودية أميركية، أكثر من هدنة منذ اندلاع النزاع بينهما في 15 أبريل/ نيسان، لكن لم يتمّ الالتزام بها كليا على الأرض.

الا أن الطرفين التزما الى حد بعيد بالهدنة الأخيرة التي سرت نهاية الأسبوع الماضي لمدة 24 ساعة. وأكد شهود لـ"فرانس برس" في حينه أن الهدنة وفّرت هدوء لم يعهدوه منذ بدء القتال، إلا أن المعارك استؤنفت فور انتهاء وقت اتفاق وقف النار.

تابع القراءة
المصادر:
العربي- وكالات
تغطية خاصة
Close