حذرت منظمات وأحزاب وشخصيات تونسية، اليوم الثلاثاء، من أي اتفاق بين تونس والاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة، معتبرة أنه "يقايض" وضع البلاد الاقتصادي والاجتماعي بحزمة من المقترحات الاقتصادية.
وأصدرت منظمات وشخصيات عدة بيانًا مشتركًا شمل "ائتلاف صمود" (مستقل)، و"مرصد الدفاع عن مدنية الدولة" (مستقل)، و"الحزب الاشتراكي" (يساري)، و"حزب آفاق تونس" (ليبرالي).
ويأتي هذا الموقف عقب إعلان وزيري داخلية فرنسا جيرالد دارمانان، وألمانيا نانسي فيزر أمس الإثنين، خلال زيارة أدياها إلى تونس، تقديم بلديهما مساعدة بقيمة نحو 26 مليون يورو (28.5 مليون دولار) لدعم تونس في خفض منحى الهجرة غير النظامية.
مقترحات "مذلة ومُهينة"
وقال الموقعون على البيان إنهم "يرفضون أي اتفاق بين تونس والاتحاد الأوروبي، قوامه مقايضة وضعها الاقتصادي والاجتماعي الصعب بحزمة من المقترحات المذلة والمهينة، مقابل ترحيل اللاجئين من جنوب الصحراء لأوروبا لتوطينهم بمحتشدات (تجمعات) على أرض تونس وإرجاع التونسيين الذين دخلوا أوروبا عن طريق الهجرة غير النظامية رغم استقبالهم للخبرات والأدمغة".
وطالب البيان السلطة الحاكمة "بكشف فحوى المحادثات التي تمت مع الجانب الأوروبي وإطلاع الرأي العام على ما تعتزم إبرامه من اتفاقات باسم الدولة التونسية".
كما أشار إلى أن "معالجة ملف الهجرة غير النظامية بما يحمله من طابع إنساني وحقوقي لا يمكن التعاطي معه باعتماد مقاربة أمنية خالصة وذات طابع عنصري".
القادة الأوروبيون يكثفون زياراتهم إلى #تونس تحت راية مكافحة الهجرة غير النظامية نحو أوروبا pic.twitter.com/izx07iQsjq
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 18, 2023
وجاءت زيارة وزيري داخلية فرنسا وألمانيا إلى تونس، بعد أسبوع من زيارة أخرى أجرتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته إلى تونس التقوا خلالها الرئيس قيس سعيد.
وقال وزير الداخلية الفرنسي خلال الزيارة: إن "تونس ليست حارسة لحدود أوروبا"، وهي عبارة استخدمها الرئيس التونسي أكثر من مرة مؤخرًا.
وسبق أن قال سعيد إن بلاده لن تكون حارس حدود لأوروبا، لكنه أعلن أيضًا عن حملة في فبراير/ شباط الماضي ضد مهاجرين يقيمون في بلادة قادمين من إفريقيا جنوب الصحراء.
والإعلان عن الحملة استخدم لغة وصفها الاتحاد الإفريقي بأنها "عنصرية"، وأدت إلى زيادة في مغادرة المهاجرين من تونس.
سواحل تونس منصة للهجرة
ويصل العديد من المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس لمحاولة الهجرة عن طريق البحر إلى أوروبا، إذ تبعد بعض مناطق الساحل التونسي أقل من 150 كيلومترًا من جزيرة لامبيدوسا الإيطالية.
ويتمخض العبور المحفوف بالمخاطر غالبًا في قوارب مزدحمة ومتداعية، عن حصيلة كبيرة من الغرقى وزيادة كبيرة في عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى سواحل إيطاليا هذا العام مما تسبب في اضطرابات سياسية في أوروبا.
وسلط غرق قارب يقل مئات المهاجرين من ليبيا إلى اليونان الأسبوع الماضي الضوء على مخاطر العبور.
وسبق أن عرض الاتحاد الأوروبي على تونس نحو مليار يورو لمساعدة المالية العامة إذا وافقت على برنامج لصندوق النقد الدولي يتضمن خفضًا في الدعم وإعادة هيكلة الشركات المملوكة للدولة.