أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإثيوبي، أمس الخميس، أن بلاده تستعد لإطلاق المرحلة الرابعة لتعبئة سد النهضة على النيل الأزرق، رغم معارضة مصر القلقة على إمداداتها من المياه.
وقال ديميكي ميكونين في أثناء افتتاح المؤتمر الإقليمي الثاني في أديس أبابا حول الاستخدام العادل والمعقول لنهر النيل: "اقترب موعد العملية الرابعة لملء سد النهضة الإثيوبي. لم تضر العمليات الثلاث الأولى الدول المطلة على النهر. العمليات الأخرى لن تكون مختلفة".
الملء الرابع لسد النهضة
وفي هذا الإطار، اعتبر أستاذ الموارد المائية في جامعة القاهرة عباس شراقي أن مزاعم أديس أبابا بشأن عدم وجود أيّ أضرار على الدول المستفيدة من نهر النيل، مع الاقتراب من الملء الرابع لسد النهضة "تصريحات غير صحيحة".
وأعاد شراقي في حديث إلى "العربي"، من القاهرة، إلى تعداد الأضرار التي لحقت بدول مجرى النيل منذ التخزين الأول لسد النهضة، والذي تسبب بانخفاض في منسوب مياه النيل الأزرق في السودان، وخروج مياه الشرب عن الخدمة.
وأشار إلى أنّ التخزين القادم سيصل ما بين 20 إلى 25 مليار متر مكعب من المياه، علمًا بأن خزان السد كان يحتوي على 22 مليار متر مكعب من أصل 74 مليارًا من طاقته الكاملة في ختام المرحلة الثالثة من التعبئة التي اكتملت في أغسطس/ آب.
كذلك حذر شراقي من الأرقام التي قد تخضع للتغيير كون أديس أبابا نفسها لا تستطيع الجزم في الأمر في ظل استمرارها في أعمال السد الإنشائية، وفق تعبيره.
أضرار زراعية ضخمة
وقال شراقي إن تخبطًا إثيوبيًا واضحًا في إعطاء نسبة تخزين مياه دقيقة، كان قد ظهر بشدة في التعبئة الأولى وسط تفاوت كبير بالأرقام عند كل عملية ملء خلال المراحل الأربعة. وأضاف: "لولا وجود السد العالي في مصر لوقعت كارثة كبيرة".
وأوضح في حديثه من القاهرة، أن المياه التي يحتفظ بها سد النهضة الإثيوبي اليوم، هي مياه كان من الممكن لمصر أن تحتفظ بها في السد العالي، والتوسع عبرها في زراعة الأرز على 2 مليون فدان من المساحة، لكن المساحة تقلصت إلى مليون فدان فقط مع ملء سد النهضة.
وقال إنّ إنتاج زراعة الأرز على مليون فدان، يساوي مليون طن منه، وهو ما تبلغ قيمته أكثر من 6 مليارات دولار، دون حاجة مصر إلى مشاريع محطات معالجة مياه الصرف الزراعي التي كلفت الدولة عشرات المليارات من الدولارات، وكانت أحد الأسباب في تدهور الوضع الاقتصادي الحالي.
وكانت الدولتان المصرية والسوادنية قد طلبتا مرارًا من إثيوبيا التوقف عن ملء خزان سد النهضة بانتظار اتفاقية ثلاثية بشأن طرق تشغيل السد باعتباره الأكبر في إفريقيا.
واستمرت مصر التي تعتمد على النيل لتأمين 97% من حاجاتها من الماء، بالتأكيد على حقها تاريخي في النهر، والتشديد على أن سد النهضة يمثل تهديدًا "وجوديًا"، فيما تباين موقف الخرطوم في السنوات الأخيرة.